تدور فکرة هذا البحث حول فعل النبي ــ صلى الله عليه وسلم  ــ المحتمل لأکثر من معنى ولأکثر من حکم ، ومدى تأثير القرينة في بيان مثل هذا الفعل ، فالأصوليون يقسمون فعله ـ صلى الله عليه وسلم ــ إلى فعل واضح الدلالة في ثبوت الحکم ، کفعله  ــ صلى الله عليه وسلم ــ للصلاة ، والحج ، وتنفيذ الأحکام من قطع يد السارق وجلد الزاني أو رجمه. وإلى فعل محتمل متردد بين التشريع وعدمه ، أو کونه خاصاً به ــ صلى الله عليه وسلم ــ أو عامًا له ولأمته ، أو کونه واجبًا أو مندوباً، أو مباحاً ، أو کون سکوته ــ صلى الله عليه وسلم ــ دالاً علي إقرار الفعل أو انکاره. وکل هذا يحتاج إلي قرينة تبين مراده ــ صلى الله عليه وسلم ــ من الفعل، وترفع الإجمال الحاصل فيه. فالقرينة إذن تلعب دوراً هاماً في العملية الاجتهادية ، من حيث خدمة النص  محل الاجتهاد ، وذلک باستفراغ  معانيه ومراميه ، والوصول إلى أغراض قائليه. واقتضت طبيعة البحث أن أعرف القرينة لغة واصطلاحاً ، وأبيّن أقسامها ، ونوع الدلالة فيها ، وأعرف فعل النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وأبيّن أقسامه ، وحاجته للبيان ، کما أوضحت أنواع القرينة المبينة للفعل من حيث التشريع وعدمه ، وأنواع القرينة المبينة للفعل من حيث حکمه ، وأنواع القرينة المبينة للسکوت من حيث الإقرار والإنکار. وختمت هذا البحث ببان أثر هذه القرينة المبينة للفعل في استنباط  بعض الأحکام الفقهية .