الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالک يوم الدين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا کثيرًا .. أما بعد:
فقد منَّ الله على هذه الأمة بأئمة راسخين، وعلماء عاملين، أکرمهم الله بحمل الدين، ونقل العلم، فقاموا في ذلک مقام الأنبياء في أمم السابقين، ينفون عنه تحريف الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتأويل الغالّين، ولم يألوا جهدًا في تقريب العلم، وتسهيل طلبه على طالبيه، إما بوضع المختصرات وإما بشرح الغامضات، وإما بإفراد بعض المسائل برسائل خاصة . ومن هؤلاء العلماء محمد بن ابراهيم بن محمد خطيب قاضي عسکر - رحمه الله - فقد أفرد ما يحل ومايحرم من الرضاع والنسب في هذه الرسالة، ومعلوم أن موضوع الرضاع قد يشتبه على بعض طلبة العلم، وکذا النسب فيما يحل ويحرم منهما ، وقد قرّب - رحمه الله - هذه المسألة بجداول جمعت مايحل ومايحرم من الرضاع ومن النسب بجميع احتمالاتهما. وقد أعانني الله على تحقيقها وإخراجها في أقرب صورة وضعها عليها مؤلفها رجاء أن ينتفع بها الناس والحمد لله على عونه وتوفيقه.