الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد ,
فإن مسألة الإجارة على الطاعات أو على أعمال القرب بصفة عامة من المسائل المهمة , ولحاجة الناس إليها رأيت أن أکتب فيها لما يلي:
أولاً : الحاجة الداعية لسبر أحکام هذا الموضوع واستبانة مسائله والتأمل فيها ومعرفة کثير من أحکامه وتطبيقها على واقع الأمة، والاطمئنان إلى ما يفعله کثير من الناس اليوم ممن تولوا إمامة الصلاة؛ وما يجعل لهم من أجر على ذلک، بل وما يحدث في شهر رمضان من جعل راتب وأجر لمن يعينونه لإمامتهم في صلاة التراويح والتهجد .
فهذه حاجة تتطلب من المرء معرفة ما يفعله ، وأن يکون على بصيرة في عبادة ربه ومراعاة الإخلاص ، والحذر مما يشوبه والإشراک في النية من حيث لا يشعر .
ثانياً : قلة البحوث المفردة في هذه المسألة على وجه الخصوص، مما جعل له أهمية خاصة.
ومما وجدت من الکتب المؤلفة في هذا الموضوع کتاب " الإجارة الواردة على عمل الإنسان "، لمؤلفه شريف بن علي الشريف. وکتاب" أخذ الأجرة على أعمال الطاعات والمعاصي " للدکتور / عبد الله الطريقي.
ثم إن کثيراً من مسائل هذا البحث وقع فيها اختلاف للعلماء کبير ، فعرضت مسائله على المذاهب الأربعة ، ثم عقبت بذکر أدلة الأقوال مراعياً في ذلک ذکر ما يرد عليها من مناقشات وردود تحت کل دليل. ثم أختم المسألة بذکر القول الراجح حسب ما ظهر من قوة الدليل وسلامته من الرد والمناقشة .