إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريک له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فإنه بنهاية هذا البحث في مسألة : ( تعدد الجمعة في المسجد الواحد ) يمکن أن أجمل ما توصلت إليه من نتائج فيما يلي:
إن لصلاة الجمعة فضائل عظيمة ، ومحاسن کثيرة ، فقد جاء الوحيان المطهران بالنص على أهميتها ، والحث عليها ، وترتيب الأجر العظيم على أدائها.
إن لصلاة الجمعة مکانة عظيمة في الإسلام ، فقد شرعها الله تبارک وتعالى لمقاصد عظيمة ، وحکم جليلة ، وعظمة هذه المقاصد ، وجلالة هذه الحکم دليل على عظمة صلاة الجمعة ومکانتها في الإسلام.
من الحکم التي شرعت الجمعة لأجلها الاجتماع ، وذکر الله ، والتعليم ، والموعظة.
الراجح والله أعلم في مسألة تعدد الجمعة في البلد الواحد هو الجواز للحاجة .
أن القول بالمنع مطلقا من تعدد الجمعة في البلد الواحد فيه حرج ومشقة لاسيما مع اتساع أطراف المدن ، وکثرة الناس ، ومن المقرر شرعا أن المشقة تجلب التيسير .
أن القول بجواز تعدد الجمعة في المصر مطلقا فيه مخالفة واضحة للمقصد العظيم من صلاة الجمعة وذلک بالتقاء القلوب والأبدان، واتحاد المسلمين في مکان واحد، فمهما أمکن أن يجتمع المسلمون ويتوحدوا فليکن، لما في ذلک من إظهار لقوة هذا الدين واجتماع أهله وکلمتهم .
بعد مراجعة أدلة القولين في مسألة ( تعدد الجمعة في المسجد الواحد ) ودراستها، وتأمل نصوص الشريعة السمحة وقواعدها ومقاصدها ؛ فالذي يظهر رجحانه والله أعلم هو جواز تعدد الجمعة في المسجد الواحد عند الحاجة فلا إفراط ولا تفريط.
يسر الدين وسماحته ، وصلاحيته لکل زمان ومکان ، وقدرته على معالجة ما يستجد في حياة الناس من حوادث ومستجدات.