يهدف هذا البحث إلى دراسة قضية خصائص النبي محمد e في سورتي الضحى والشرح، وكان منهجي فيه الدراسة الموضوعية؛ لإبراز وجه الإعجاز القرآني؛ بإبراز أفضلية النبي محمد e على سائر الأنبياء  والمرسلين، وإنما وقع الاختيار على دراسة هذا الموضوع في سورتي الضحى والشرح دون غيرهما ؛ لأن هاتين السورتين تميزتا عن غيرهما من سور القرآن بالإشادة بخصائص النبيe بصفاته الجليلة، والتي أبرزتها السورتين؛ بل صارت هذه الخصائص هي المحور الرئيس الذي ارتكزتا عليه، موضحا أن يكون هذا البحث وسيلة لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام؛ ليعلموا حقيقة رسالة النبي محمد e، وأن الله أرسله رحمة للعالمين، مبرزا مقام النبي e وبيان فضله و خصائصه ؛ ليزداد المؤمن محبة له، وتأسيا به، وتعظيما له، مساهما في الدفاع عن شخص النبيe أمام الإساءات والافتراءات التي بثها المغرضون من أعداء الإسلام حول شخصه e، لنستلخص أن اليتم والفقر نقص في حق الخلق، فلما صار محمد e مع هذين الوصفين أكرم الخلق؛ كان ذلك قلبا للعادة، وكان من جنس المعجزات، كما أزال الله عن نبيه كل ما كان يتحرج منه من عادات أهل الجاهلية التي لا تلائم ما فَطره الله عليه من الزكاة والسمو؛ فوضع عنه وزره، وأغناه بالقناعة، يحيث لا يجد في قلبه سوى ربه، فضلا عن كون الضحى التي يتلوها الليل الساجي رمزية إلى تغير أحوال الدنيا ، فإن كان الإنسان يبغي الرضوان الكامل الذي لا تكدره المنغصات؛ فلن يجده في هذه الدنيا قط؛ وإنما العطاء الدائم في الآخرة حيث النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، وقد كان النبي قبل البعثة ضالا ـــ لا دين سماوي يهديه ـــ وكان في شبابه فقيرا (عائلا)، كل هذا بمثابة الليل الساجي في التغير الكوني المعهود.. فكان أن هداه الله بهذا الدين القويم، وأغناه الله، ورزقه الزوج الصالحة، والمال ـــ وهذا بمثابة الضحى.
 وكان مما اقترحته من التوصيات في الدراسات القرآنية أن يطرقوا باب القرآن الكريم في بيان فضل الأنبياء والمرسلين؛ فهم صفوة خلق الله أجمعين.