يسعى هذا البحث إلى تقديم مقاربة فكرية لانقاذ المرجعية المغاربية القائمة على الثلاثي المعروف؛ (العقيدة الأشعرية والفقه المالكي والتصوف الجنيدي)، ويشخص الباحث في هذه الدراسة واقع المرجعية الفكرية المغاربية القائمة على المنهج الوسطي والابتعاد عن التكفير معتبرا أن السبب الأول لتراجع تأثير تلك المرجعية  وانتشار خطاب التطرف والتكفير في المنطقة المغاربية هو بروز التيار السلفي الإيديولوجي المتشدد في منتصف القرن الماضي بإمكاناته المادية الكبيرة وتساهل الجهات القائمة على الشأن الدني في البدان المغاربية معه حتى أصبحت واقعا على الأرض
وتم تقسيم هذا البحث منهجيا إلى: مقدمة تأطيرة ومبحثين تعرض في الأول منهما لتحدي المحافظة على المرجعية الفكرية المغاربية، مؤكدا أن تلك المرجعية كانت عامل استقرار وتعايش  بين مختلف الفرق والمذاهب والأديان في بلدان المغرب العربي.
أما المبحث الثاني فقد ناقش فيه الباحث تحدي المحافظة على المنهج الوسطي في البلدان المغاربية، مبينا أهمية استعادة المنهج الوسطي من خلال تصحيح المفاهيم الشرعية الملتبسة.
 وحمل الباحث الهيئات و المؤسسات ذات الطابع الديني و الإسلامي التي تكلفها السلطات بالشؤون الدينية  مثل وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية  ومجالس أو دور الفتوى والجامعات والكليات والمعاهد الاسلامية في البلدان المغاربية مسؤولية المحافظة على المعرجعية المغاربية، داعيا  في خاتمة بحثه لتضافر جهود تلك المؤسسات مع إرادة الحكومات وقناعتها بضرورة المحافظة على المنهج الوسطي والمرجعية الفكرية المغاربية كشرط لاغنا عنه لاستقرار المنطقة وتقدمها.