الإسلام رسالة سلام إلى الإنسانية جمعاء وفيه كل الحلول لمشاكل البشرية, فضلا على كونه دين القيم التي تجمع مكونات المجتمع المختلفة تحت عنوان واحد هو المدينة التي أرسى دعائمها القرآن الكريم والسنة النبوية وقضى بها على كل قواعد الجاهلية .
ولذلك نجد الدين الإسلامي أعطى للسلم والاستقرار أهمية كبيرة , لما يترتب على تحقيق السلم في المجتمع من مصالح عظيمة , ويظهر ذلك واضحا من خلال تشريع الأحكام الكفيلة بحفظ أمن وسلام المجتمع .
والسلم المجتمعي فريضة شرعية وضرورة حياتية ملحة لأي مجتمع , فهو يتعلق ببناء المجتمع بمختلف شرائحه من ذكور وإناث كبار وأطفال , مهما اختلفت الديانات والمذاهب وعلى كل المستويات السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية .
ولا شك أن بقاء الأفراد والمجتمعات أساسه السلم المجتمعي الذي يقوم على العدل والأمانة والتحرر من الخوف , فبالأمن صلاح الأمة ونهضتها , فهو ركيزة أساسية ليشعر أفراد المجتمع بالأمن والأمان والتمتع بالحياة الكريمة المستقرة وبناء أفراد صالحين ناجحين .
ولكن بالنظر إلى الواقع , نلاحظ في أغلب المجتمعات الإسلامية غياب السلم في الكثير منها , وخاصة مع ظهور جهات تسعى إلى توظيف الدين في غير وجهته من عنف وكراهية بسبب غياب الفهم الصحيح للنصوص واستخدام المفاهيم المغلوطة مما أدى إلى وقوع منازعات وصراعات أدت إلى اختلال الأمن والسلم في المجتمع .
وهذا كان دافعا لكتابة هذا البحث ؛ للوقوف على أبرز الأصول الشرعية والمقاصد التي تأصل لهذا الموضوع