يُسلِّطُ هذا الْبحثُ الضَّوءَ على قضيةٍ ذات خطورة بالغة وهي الشائعات الالكترونية التي تُعَدُّ من صور الإرهابِ الالكترونيِّ الذي اتخذ أنماطاً متعددةً في العصر الحديث لا تَقلُّ خطورةً عن العنف المسلح، والتفجيرات ونحوها من الأعمال الإرهابية، فقد استغلت الجماعات الإرهابية التكولوجيا الحديثة وشبكة المعلومات الدولية (الانترنت) في أنشطتها الإجرامية، ومِن خلالها تقُومُ الجماعاتُ الإرهابيةُ بنشر الشائعات لِبَثِّ الخوفِ والرعب وإثارة الفتن؛ بهدف تخريب المجتمعات وتقويض دعائمها.
وقدِ أكدت الشَّريعةُ الإسلاميةُ على منع العدوان بشتى صوره وأشكاله وعلى صيانة حقوق الإنسان سواء أكانت مادية أو فكريةَ، واحترام خصوصيتَه وإنسانيتَه، ودلت نصوص الشريعة الغراء من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على تحريم نشر الشائعات، وأمرت بالثبت في نقل المعلومات والأخبار.
      ويهدُفُ هذا البحثُ إلى التعرُّفِ على ماهيةِ الإرهابِ الالكترونيِّ، وماهيةِ الشائعاتِ الالكترونية، ونشأتِها، وصورِها، وإبرازِ دَوْرِ الشريعةِ الإسلاميةِ في الحدِّ من انتشار ظاهرةِ الشائعةِ الالكترونيةِ والتصدِّي لها استنادا إلى نصوصِ القرآنِ الكريمِ، والسُّنةِ النبويةِ، وأقوالِ فقهاء المسلمين.
     وقد اتبع الباحث المنهجَ الاستقرائيَّ التحليليَّ عن طريق جمعِ النصوص الشرعية من القرآنِ الكريم، والسُّنةِ النبويةِ الشريفةِ المطهرةِ التي يًستدل بها على تجريمِ هذا النَّوعِ من صورِ الإرهابِ الالكترونيِّ، وكذلك استقراء أراء الفقهاء وبيان توجهاتهم في هذه المسألة.
   وقد توصل الباحث من خلال هذا البحث إلى عِدَّةِ نتائجَ وتوصياتٍ من أهمِّها: أن أن الشائعات الالكترونية لا تَقِلُّ خطورة عن التجسُّسِ، والعنف المسلح، والتفجيرات وغيرِها من الجرائم الإرهابية؛ لأنها تهدف إلى التأثير بشكل سلبي على الفكرِ، وتعمل على إضعاف روح الولاء والانتماء لدى الأفراد، وتهدِّدُ استقرارَ الأوطان؛ وتقوض الأمن والسلم الاجتماعي، لذلك يجب مجابهتها والتصدي لها، وخلص الباحث إلى ضروة وضع عقوبات رادعة لمنع ترويج الشائعات وغيرها من وسائل الإرهاب الالكتروني.