1) أبطل هذا البحث الأسس التي قامت عليها نظرية وساطة العقول الفارابية:
فأبطل دعوى قدم الکون (بإثبات إمکانه وبإثبات وجود الله).
وأبطل ادعاء رفض حدوث العالم بحجة منع حصول إرادة مستجدة لله.
وأثبت التعارض بين قولي الفارابي: قِدم العالم وصُنع الله له.
ونبّه للصعوبات الفلسفية التي تعترض القول بقدم العالم.
وأبطل دعوى أن الواحد لا يصدر عنه سوى واحد بأن بين أنها ليست ضرورة عقلية ولا واقعا مشاهدا وغير مستمدة من العلم بکيفية صنع الله.
وأثبت تأثر الفارابي بکل من أرسطو وأفلوطين والحرانيين في منطلقات وأسس هذه النظرية.
فأثبت الفارق بين إرادة الله وکل من علمه وقدرته وإيجاده الأشياء،
ورد دعوى أن إثبات الإرادة لله تعالى نقص،
وبين تناقض الفارابي في جَمْعُه بين نفي الإرادة عن الله ونفي کونه فاعلا بالطبع.
تلقي قضية الخلق في ضوء مقررات سابقة،
والخوض في موضوع مع عدم امتلاک أدوات بحثه.
حيث ناقض نفيُه إرادة الله أوصافَ تنزيهه إياه،
وناقضت دعواه الفيض کلا من: إسنادَه صنع العالم لله، ودعواه مقارنة العالم الله في الوجود.
رؤية النظرية أن الإمکان قديم،
ونتيجة النظرية: عدم تجدد حوادث في العالم،
وفکرة النظرية عن العقول المجردة،
وفکرتها أن المادي يفيض عن اللامادى.
تقديم أدلة حول توقف الفيض عند العقل العاشر وحول تثنيته جهات الفيض.
حل مشکل صدور الکثرة عن الواحد.
أن تکون حلا توفيقيا بين الرؤية الإسلامية وبين الفلسفة حيث بين البحث أوجه اختلاف النظرية مع مقررات الإسلام عن خلق العالم.
أن العالم فيها مقارنٌ لله تعالى في الزمان حادث بالذات؛ في حين أن النصوص الإسلامية تقرر أن الأولية المطلقة هي لله سبحانه وأن العالم مخلوق في ستة أيام. (والمخلوق لا يقارن خالقه في الزمان أزلا). وأن الحدوث في النصوص حدوث زماني، وعدم ثم کون، وأن المخلوق لا يوجد قبل خلقه. وأن العالم حادث حدوثا مطلقا ذاتا وزمانا؛ وأنه وجد زمان قبل الخلق.
أن النظرية تشرک العقول مع الله عز وجل في الخلق والإبداع بخلاف النصوص الدينية التي تنسب الخلق کله لله سبحانه وتعالى وحده دون مشارکة غيره.
أن النظرية فيها أنه لا يصدر عن الواحد کثير؛ لکن النصوص الدينية تثبت مباشرة الله تعالى خلق العالم وتدبيره والقيام بأمره وأن قدرة الله تشمل کل الممکنات.
أن مجيء العالم عن الله -في النظرية- حصل کمعلول عن علته الموجبة بالذات، ويلزم من ذلک ألا يستجد شيء من الحوادث؛ في حين أن النصوص القرآنية تصرح بتجدد خلق الله للحوادث.
أن المادة والانسان - في النظرية - وجدا بحرکة ذاتية؛ في حين تقرر النصوص الدينية أن الله عز وجل هو الخالق لکل ما وجد وما سيوجد في العالم.
وأن وصف الله بالإرادة لا يليق في النظرية؛ أما في النصوص الإسلامية فالإرادة صفة ثابتة لله سبحانه.
أنه بينما تقدم نظرية وساطة العقول العالَمين: السماوي والأرضي على أنهما صادران عنه تعالى صدور فيض مما يُشعر بوحدة الوجود؛ فإن النصوص الدينية تؤکد المغايرة التامة بين الله تعالى وبين خلقه، وأنه ليس ثمة وحدة بينهما، وعلى أساس نفي المماثلة للحوادث في حق الله سبحانه.
أن الهوة التي تفصل بين نظرية وساطة العقول وبين الإسلام والعقل عميقة لا يسع أحدا جسرُها. فقد بان لنا مناقضتها لکل من منطق العقل والنصوص الإسلامية مناقضة تامة وبالتالي نقول: إنها تطرح في موضوع نشأة العالم – تصورا بديلا بالکلية عن التصور الإسلامى.
2) وانتقد البحث دعوى الفارابي أن وجود العالم ليس بالإرادة الإلهية:
3) وأثبت البحث وقوع نظرية الفارابي في أخطاء منهجية منها:
4) وبيّن البحث مصادمة نظرية وساطة العقول لمبادئ العقل؛ حيث وصف الفارابي الله بالکمال، لکن کان منطق نظريته لا يتفق مع هذا الوصف.
5) أثبت البحث وقوع الفارابي في التناقض:
6) بين البحث عدة نقاط اصطدمت فيها نظرية وساطة العقول مع العقل!! هذه النقاط هي:
7) أثبت البحث عجز النظرية عن:
8) بين البحث أوجه اختلاف النظرية مع مقررات الإسلام عن خلق العالم: ومنها:
وصلي اللهم على سيدنا محمد وسلم تسليما کثيرا، والحمد لله رب العالمين.