عنى العلماء القدامى بكتاب الله اهتماماً كبيراً من حيث أصواته وما يخص معانيه وما غمض من ألفاظه وبيان غريبه، ولقد شَرّف الله تعالى اللغة العربية بنزول القرآن الكريم بها وشرّف العرب كذلك فكان من اللازم معرفة القواعد التي سار عليها العرب في لغتهم ، وكان البحث عن العلاقة بين اللفظ والمعنى بصفة عامة وبين الاسم والمسمى بصفة خاصة محور اهتمام كثير من هؤلاء العلماء ؛ بحيث أنها تكشف أصل اشتقاق كثير من المسميات وما حكمة العرب في إطلاق هذه الأسماء على المسميات
ولهذا يمّمت وجهي صوب مصّنف من مصنفات التي دارت حول القرآن الكريم وهو (غريب القرآن للسجستاني ت 330) لما يتمتع به هذا الكتاب من قيمة عظيمة في التراث الإسلامي وبما يتضمنه من ظواهر لغوية جديرة بالبحث ومن أهمها ( ظاهرة تعليل التسمية) و اعتمدت الباحثة على المنهج الاستقرائي، إذ هو المناسب له فقد قمت باستقراء جميع الأسماء التي نص (السجستاني
وقد جاء البحث في خمسة مباحث تسبقهم مقدمة ومدخل، وتليهم خاتمة، ثُمَّ ثبت بالمصادر والمراجع.