نشأ علم النحو العربي كغيره من العلوم العربية، وتطور وفق أطوار زمنية متتابعة. لقد دفع نُضجُ علم النحو العربي واكتمالُهُ بهذه السرعة بعض المستشرقين ومن تبعهم من العلماء العرب إلى القول بتأثر نشأة النحو العربي بالثقافات الأجنبية- اليونانية، والسريانية والهندية وغيرها-، إذ لا يمكن من وجهة نظرهم أن يكتمل علم النحو العربي بهذه السرعة فالفضل -من وجهة نظرهم- في نشأة علم النحو العربي ونهضته واكتماله تعود إلى الأثر الأجنبي، وهذه المقولة ذكرها المستشرقون وأعاد بعض العلماء العرب المحدثين ما ذهب إليه بعض المستشرقين دون نقد أو فحص في محاولة تجريد العقل العربي من أي اكتشاف خاص به، ولعلَّ القولَ بأنَّ العلوم العربية ليست أثرًا من أثار العقلية الإسلامية وإنَّما هي نتاج الثقافات الأجنبية قولٌ يحتاج إلى إعادةِ نظَرٍ؛ لأنَّ في التَّسليمِ به تجريدًا للعقل البشري من أيِّ اكتشافٍ خاصٍّ بِهِ؛ ومِن هنا جاءت هذه الدراسة المعنونة بعنوان: "آراء العلماء العرب المحدثين في نشأة النحو العربي"دراسة نقدية" وهي دراسةٌ تُعنَى بعرض أقوال العلماء العرب المحدثين ونقدها، وبيان أوجه الضعف في هذه الأقوال، والرَّدِّ عليها.
تعتمد الدراسة على معطيات المنهجين الوصفي والتاريخي للوقوف على موقف العلماء العرب المحدثين من نشأة النحو العربي.
الخطة: يشتمل البحث على مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة تعقبها قائمة بالمصادر والمراجع.
اشتملت المقدمة على أهداف الدراسة، والمنهج المتبع في الدراسة، والدراسات السابقة، وخطة البحث. يأتي التمهيد للحديث عن واضع النحو من وجهة نظر العلماء العرب المحدثين.
المبحث الأول: القول بتأثر النحو العربي بالثقافات الأجنبية.
المبحث الثاني: القول بالتأثر تارة والنفي تارة أخرى.
المبحث الثالث: القول بأصالة نشأة النحو العربي.
الخاتمة: فتشتمل على أهم النتائج التي توصل إليها البحث