تهدف الدراسةُ إلى الکشفَ عن أثر الفنون (المسرح-الرسم-الدراما) وتجلّيها في نماذج من الشعر السعودي المعاصر، ودور هذه الفنون في زيادة دلالات النص، وتکمن أهمية الدراسة في دور هذه الفنون في منح النصّ الشعري دلالات تتوافق مع رؤى الشاعر، ومدى تأثير هذه الفنون، وقدرة الشعراء على توظيفها في خلق الدلالات، وعليه تمّ تقسيم الدراسة إلى مدخل، وثلاثة محاور، فجاء المحور الأوّل متعلّق بالمسرح من خلال عنصرين، هما: القناع، والحوار، في حين يتناول المحور الثاني الرسم من ثلاثة جوانب، هي: التشکيل البصري، والرسومات، واللون، أمّا المحور الثالث، فتطرّق إلى الدراما، من خلال جانبين، هما: البناء المشهدي، وتعدّد الأصوات، وتحديدًا لنماذج الدراسة تمّ انتقاء نماذج من شعر التفعيلة مع التنويع في النماذج المختارة، وتتبنّى الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، مع الاستعانة بما يخدم التحليل من أدوات ذات علاقة بمناهج أخرى، مثل السيميائية.
خلصت الدراسة إلى أنّ هذه الفنون بعناصرها؛ أسهمت في خلق الدلالات النّصية، وکانت الدلالات تتشکّل وفق العناصر التي تمّ توظيفها، مع بيان أنّ تقنية القناع تقنية صعبة لا يتمکّن منها أيّ شاعرـ وتأتي بعدها الرسومات التي تتطلب من الشاعر موهبة؛ کي تکون متوافقة مع الدلالات النّصية، أمّا العناصر الأخرى، فهي أقرب للشاعر، وتعتمد على قدرة الشاعر في توظيفها الجيّد.