يعد الإعراب من أهم عناصر عبقرية اللغة العربية، ومن تلك الحالات الإعرابية الجزم، فقد دار حولها كثير من الجدل والتنازع، فوددت في هذا البحث أن أقدم معالجة مختلفة لمسألة جزم الفعل المضارع، حيث تناولتُ في التمهيد تعريف الجزم لغةً واصطلاحًا، وعلاقتهما علاقة الدال بالمدلول، وبعدها عرجت على استخدام مصطلح الجزم عند بعض العلماء، ثم استقرار العلماء على مصطلح الجزم المتداول في كتب النحو. ومن خلال المصطلح تطرقت إلى الخلاف في مسألة الجزم: أمن باب الإعراب أم من باب البناء؟، وقد دار خلاف حولها بين المازني ومن وافقه من المحدثين مقابل جمهور النحويين، وذكرت الرد على رأيهما وبيان الأدلة على ذلك. ومن ثم عرضت مسألة جزم المضارع الصحيح، والخلاف حول وقوع الحذف على الحركة أم اجتزاء الحركة كما يرى بعض المحدثين، وكان لمسألة جزم المضارع المعتل اهتمام عند الباحثين، فجليت المسألة ابتداءً من كلام سيبويه وفهم النحاة لعبارته، والجدل الذي جرى حول تقعيد المسألة بناءً على ذلك، وعرضت كلامًا لبعض المحدثين حول حذف حرف العلة، وأدلتهم، وفهمهم لكلام المتقدمين بناء على فهم بعض النحاة لكلام سيبويه، ومناقشة أدلة كل قول والرد عليه، وبيان الراجح بالأدلة العلمية، وبعدها تداولت مسألة علامة جزم الأفعال الخمسة، وكيف تجاذب العلماء المسألة بالنظر إلى النون من زيادتها أو أصالتها أو تأثيرها في الإعراب وأدلة كل فريق، وبيان الراجح من المسألة، وختمت البحث بأهم النتائج.