شغلت قيمة الجمال الفكر الإنساني منذ فجر التاريخ؛ إذ إن الجمال من الأمور النسبية التي يختلف إدراكه من زمانٍ إلى زمان، ومن بيئةٍ إلى أخرى؛ فبحثَ الفلاسفةُ والمفكرون عن طبيعة الجمال ومقاييسه ومدى تأثيره في المتلقي أفراداً وشعوباً. ولما كان الحديث عن الجمال يعني الحديث عن علاقات الإنسان بما حوله، اتجهت أكثر الدراسات الجمالية إلى الفن.
يتناول البحثُ، في المبحث الأول، مفهوم الجمال ومصادر الحكم الجمالي عند العرب؛ ليقومَ بدراسة الجميل والرقيق في شعرِ أبي فراسٍ الحَمْداني، من رؤيةٍ عربيةٍ، في مبحث ثان.
وتبدو أهمية البحث وأهدافه في أنه محاولة يسيرة توضح مفهوم الجمال العربي نظرية وفنا؛ تمثلت جدته في تناول المفهومين من ثلاثة حدود جمالية هي: المعاني والانفعال والوزن.
والمناهج المتبعة في البحث هي الوصفي والتحليلي؛ إذ يقوم المبحث النظري بتوصيف الآراء النظرية ومناقشتها لتكون مهاداً للمبحث التطبيقي الذي يدرس الجميل والرقيق في طائفة من شعره دراسة فنية جمالية تحليلية؛ ليصلَ البحث إلى نتائج تمثلت في أن الجمال العربي نابع من فطرة وثقافة عربية، وأن شعر الشاعر تعبير صادق عن هذه الرؤية العربية؛ ليقدم للبحاثين توصيات بدراسة فينة للحدود الجمالية في الشعر من رؤية عربية لرفد مكتبتنا العربية وإثرائها.