ملخص البحث :
يتناول بحث ( الانتصاف للنحو الکوفي ) خلاف الرأي واختلاف الرؤية : نصفة المذهب الکوفي وتأييده في جملةٍ من المسائل النحوية والصرفية التي خالفوا باجتهادهم الشخصي فيها المدرسة البصرية ، بناءً على ما تهيّأ لهم من أسباب الترجيح – من وجهة نظري- وأنهم مسدّدون فيما احتجّوا ، محقّون فيما ذهبوا ، الأمر الذي يستوجب النظر إلى آرائهم بعين الأخذ والإقبال ، لا بالدّحر والإغفال .
ويهدف البحث إلى الوقوف على ما يلي :
1- أسباب التحامل على المذهب الکوفي، والجنوح دومًا إلى البصريين فيما عقدوا.
2- بيان وجه الحقيقة في الادّعاءات التي وجّهت إلى الکوفيين من أنهم لا يستوثقون في الأخذ عن القبائل ، ويقيسون على الشاذ ، ويبوِّبون على ما خالف وخرج عن الأصل .
وقد خلصت الدراسة إلى معالجة أسباب التحامل على المذهب الکوفي والتي منها النقل عنهم دون تتبع ، ولو کان النقل على خلاف ذلک لاختلفت النتائج تبعًا للمقدّمات ولما حُمِل الأمر عليهــم .
وأن تبعيّة النحويين للمدرسة البصرية إنما کان باعتبار أفضلية السبق في إرساء قواعد هذا العلم وثوابته .
وأما ما نقله الکوفيون عن الأعراب ، وتوسّعهم في دائرة المسموع عنهم فلا يعني ترخّصهم وتبذّلهم في جمع اللغة ؛ وإنما الاحترام لما سمع ، ولو بيتًا واحدًا ثبتت فصاحة الناطقين به .