الحمد لله رب العالمين، حمدًا يوافي نعمه، ويکافئ مزيده، ويدفع عنَّا نقمه والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، النبي الأمين سيدنا محمد المبعوث؛ رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأسْبَهْدُوَست شاعر من شعراء الأسرة الديلمية ، قيل عنه: إنه بارع الشعر بديعه، مطبوع المعاني، رشيق الألفاظ، من أطبع الناس شعرا وأحسنهم قولا ؛ فهي إذن أشعار جديرة بالوقوف عليها، وإخراجها في صورة علمية؛ ولکنها أشعار منثورة في بطون الکتب، وخاصة کتب التراجم والطبقات، وبعض کتب الأدب؛ ومن هنا کان جزءًا من عملي في هذا البحث أن أجمع هذه الأشعار، وأضمُّ شاردها، وأصنفها تحت أيِّ فن من فنون الشعر، وذلک بعد أن ألقي الضوء على حياة الشاعر والمؤثرات في شعره، ثم أختم البحث بدراسة فنيَّة، أبرز من خلالها أهم خصائص هذه الأشعار؛ حتى نستطيع الحکم عليها، ووضع صاحبها في مکانه اللائق بين شعراء عصره- العصر العباسي الثاني- ومن هنا بدا لي أن أقسم هذا البحث ثلاثة أقسام: