يتناول هذا البحث توظيف البحر في المنجز الروائي الخليجي؛ من خلال رصد تجليات الحضور الفعلي للمکان/البحر، وذلک بالکشف عن تمثلاته الواقعية والرمزية، متمثلًا في جدلية المکان/البحر وارتباطه وعلاقته بعناصر الرواية: الشخصيات، الحدث. ولخصت الخاتمة أهم النتائج التي توصل إليها البحث.
حيث استفاد البحث من المنهج الوصفي التحليلي، ومفيدة من معطيات المناهج الأخرى: النفسي، الاجتماعي، والتأويلي.
وخلص البحث إلى أن البحر تجلى بحضوره الفعلي في الروايات الخليجية، حيث اتخذ الحضور الواقعي في رسم أبعاده الدلالية الواقعية، وأثر هذا الحضور على مصائر الشخصيات، ثم اتخاذ حضوره المجازي بأبعاده الدلالية المجازية؛ حين انزاح من الحيز الجغرافي إلى صور أخرى، وتأثيره على مکونات النص الروائي.
إن للمکان حضوراً مميزاً في الرواية ليس على جمالياتها فحسب، بل يکمن أثره على سلوکيات شخصوهم وعواطفهم وأفکارهم وآمالهم. والفضاء البحري من الفضاءات الخصبة التي استثمرت في النصوص الروائية الحديثة؛ حيث استهوى البحر الکثير منهم لکتابة تجاربهم من بينهم کتاب الرواية الخليجية، والخليجي منذ أن فتح عينيه على الحياة وجد البحر صديقاً ورفيقاً فشق غماره وغزاه صياداً ورباناً وفاتحاً ومغامراً إلى آفاق الدنيا. من هنا بدأت الروايات الخليجية تتجه إلى البحر وتتخذه