شهد أدب الطفل في السعودية قفزات کمية ونوعية إنتاجًا وتوزيعًا وقراءة، وقد رافق هذه التحولات اهتمام نقدي ولا سيما فيما يخص الدراسات الأکاديمية في الجامعات السعودية. ولأن أدب الطفل عادة يرتبط بالمادتين السردية والبصرية؛ فإن حضور العتبات في هذا الأدب يشکل أهمية خاصة لارتباطه بالدلالات ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية والتاريخية، والتجليات الفنية المتجسدة في الصورة واللون والخط وطريقة التشکيل. مما يعني أن العتبات بترکيبها السردي والبصري تحدث تحولًا في تلقي هذه النصوص لغة وبنية ومضمونًا.
ومن هنا، يهتم البحث برصد کيفية تلقي العتبات في المنجز النقدي لأدب الطفل في السعودية؛ إذ إن جمالية التلقي هنا تهتم بدراسة التفاعل مع النصوص السردية بجميع عناصرها، وما يحيط بها من نصوص أخرى ترافق النص وتسيجه بوصفها موجهات قرائية لا تقل أهمية عن المتون الأصلية. کما يهتم بمساءلة النقد الأدبي الذي يتناول مثل هذه الظواهر الفنية في الأعمال السردية لأدب الطفل في السعودية؛ مستهدفًا الوصول إلى فهم المرجعيات المؤسسة لنص القراءة في هذا النقد الموجه نحو عتبات النص؛ مما يعکس مدى الوعي بفاعلية هذه النصوص، ولاسيما أن واقع الحرکة النقدية المعاصرة يفرض هذا الاهتمام.