ملخص
إن من يتصدى لدراسة تراثنا النقدي القديم يشعر بأنه وسط محيط مترامي الأطراف لا تقع العين منه إلا على أمواج ، وتيارات متوازية حيناً ، ومتداخلة حيناً آخر ، ومتقاطعة في بعض الأحيان ، وهي أمواج ، وتيارات فيها من جمال الأفکار وروعتها ما يشهد على أن هؤلاء الأفذاذ عبدوا الطريق ، وأضاؤا الأفق ، وأقاموا المنارات ، وصار لزاماً على الباحثين الذين يهتمون بالنقد العربي الحديث ، الاقتداء بهم واستيفاء أفکارهم .
من منطلق إيماني بحکم الثابت أن من لا قديم له لا جديد له ، وأن الثقافة شيء متجدد ، ويحمل قديمه دائماً في حديثه ، ولمحاولة الوقوف على الصلة التي تربط بين تراثنا النقدي القديم ، ونقد الشعر العربي الحديث ، فقد أعددت هذا البحث المتواضع الي جاء بعد هذه المقدمة في أربعة مباحث تعقبهم خاتمة وفهرس للمصادر والمراجع