فلما کانت العلوم تسمو بسمو موضوعاتها، والأعمال تزکو بزکاة متعلقاتها، کان أشرف هذه وأزکاها ما يتعلق بکتاب الله عزوجل 0
وعلم قراءات القرآن الکريم من أشرف العلوم وأزکاها منزلة وقدرا0
والبحث فى القراءات القرآنية شيق وممتع ومهم جدا إذ إنه ميدان الدرس اللغوى الرحب، وحقله الخصب، وساحته الطيبة المبارکة0
والهدف من هذه الدراسة الوقوف على موقف علماء النحو من القراءات القرآنية وقد تبين لى أن کثيرا من علماء اللغة والنحو قد اهتموا بالقراءات القرآنية اهتماما کبيرا ووضعوها فى المکانة اللائقة بها، فقد استشهدوا بها فى مستويات اللغة المختلفة "الصوتية ـ والصرفية ـ والنحوية ـ والدلالية"0
وکتب التراث العربى على اختلافها زاخرة بالقراءات القرآنية وکتب النحو مواطن أصيلة للقراءات، وکتاب "شرح المفصل" لابن يعيش يحتل مکانة رفيعة بين کتب النحو، فهو من الکتب التى ألفت فى القرون السبعة الأولى والتى هى من أنضر عهود اللغة وأکثرها دقة وأصالة، وصاحبه إمام من أئمة اللغة، ورائد من روادها المبرزين، ثم إن القراءات الواردة فيه تزخر بثروة لغوية ضخمة جديرة بالبحث والدراسة والمناقشة0
وقد قمت باستقراء تام لهذا الکتاب، وأنعمت النظر فيه، واستنبط القراءات الواردة فيه، وصنفتها تصنيفا علميا، وطفت بها فى کثير من کتب اللغة، والتفسير، والأدب، والقراءات وکتب الاحتجاج بها، والمعاجم، لتوثيقها وتخريجها تخريجا لغويا، وعزوها لأصحابها لأن ابن يعيش لم ينسب کثيرا منها، فقد کان يکتفى بقوله "وقرئ بکذا"أو قرأ بعضهم، أو کقراءة من قرأ ، أو قرأ أهل الکوفة ، أو قرأ أهل الشام ، أو قرأ الجماعة 0
وهذا البحث يشتمل على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول  :
ففى المقدمة وضحت الهدف والمنهج 0
وفى التمهيد: تحدثت عن نسب ابن يعيش وکنيته ولقبه ، ومولده، ومکانته العلمية، وأساتذته وتلامذته، ونعوته ونوادره، ومؤلفاته، وثقافته، ووفاته 0
وفى الفصل الأول: تناولت المستوى الصوتى وقد اشتمل على ما يأتى:
1 -  الإسال 0               2 -  الهمز والتسهيل 0
3 -  الإدغام 0              4- الإمالة0
5- الإشمام0                 6 – الأتباع0
7 – تقصير الحرکة0         8 – الحذف 0
وفى الفصل الثانى : تحدثت عن الظواهر الصرفية وقد اشتمل هذا الفصل على ما يلى:
1 -  البنية بين الطول والقصر02 -  اختلاف الصيغة 0
3 -  التصحيح والإعلال      04  -  التخفيف والتثقيل 0
5 -  التذکير والتأنيث         06 -  استعمال المقصور بالياء 0
وفى الفصل الثالث : ذکرت الظواهر النحوية وقد اشتمل هذا الفصل على ما يلى :
أ -  وجوه الإعراب فى الأسماء والأفعال 0
ب -  فتح همزة "إن" المشددة وکسرها 0
جـ -  فتح همزة "إن" المخففة وکسرها 0
د -  الفعل المبنى للمعلوم والمبنى للمجهول 0
هـ -  اسم الفعل والصوت 0                و -  العدد 0
وبعد … فالله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الکريم وأن يحوز الرضا وأن ينال القبول، وأن يجعله فى ميزان حسناتى إنه على کل شىء قدير، وبالإجابة جدير، إنه نعم المولى ونعم النصير0
الباحث