الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه , وأفاض علينا من فيض کرمه , وشملنا برعايته وحفظه , وهدانا إلى الطريق المستقيم , وأصلى وأسلم وأبارک على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الکرام .
وبعــــد
فإن مصطلح الصورة من المصطلحات الشائکة في النقد الأدبي , وقد توارد عليه عدة مفاهيم عبر العصور المختلفة , وکان لنقادنا العرب القدامى جهدهم في تشکيل هذا المصطلح وتأسيسه , وقد عالجوا مسائله بما لا يدع للشک أن بواکير هذا المصطلح ولدت على أيديهم , وهذا ما کشف عنه البحث , والذي من أهم دوافعه رد الزعم بأن هذا المصطلح لم يعرف إلا في الدراسات الحديثة .
أما عن مصطلح الصورة , عند نقاد العرب المحدثين فقد اختلف مدلوله عندهم , وتشعبت مسائله , وأصبح تحديده تحديداً دقيقاً من الأمور العضال , من ثم کانت هذه الوقفة التي تستجلي مفهوم هذا المصطلح قديماً وحديثاً , وقد اقتضت طبيعة البحث أن يکون في مقدمة، وثلاثة مباحث ، وخاتمة ، وفهارس .
المقدمة : وفيها بيان بقيمة الموضوع وأسباب اختياره .
المبحث الأول بعنوان : (مفهوم الصورة عند نقاد العرب القدامى ) وعرضت فيه لمفهوم " الصورة " عند نقاد العرب القدامى واخترت للتطبيق آراء علماء ثلاثة من أفذاذ نقادنا وهم الجاحظ , والذي أطلق على هذا المصطلح " التصوير " , وقدامة بن جعفر ، والذي نص على الصورة نصاً وجعلها الهيکل والشکل في مقابل المضمون، والشيخ عبد القاهر الجرجاني, والذي أفاض في حديثه عن الصورة وقيمتها في العمل الأدبي .
المبحث الثاني بعنوان : ( مفهوم الصورة في النقد العربي الحديث ) وعرضت فيه لمصطلح " الصورة " عند النقاد المحدثين من أمثال الدکتور زکى مبارک , والأستاذ أحمد الشايب , والدکتور مصطفى ناصف , والأديب محمود عباس العقاد , والدکتور عز الدين إسماعيل, والدکتور محمد عبد المنعم خفاجي وغيرهم .
المبحث الثالث بعنوان : ( أهمية الصورة في العمل الأدبي ) وعرضت فيه لأهمية الصورة في العمل الأدبي, وخصائصها وسماتها عند المبدع , معرجاً على ذلک بالتطبيق على بعض الأشعار لإبراز مدى أهمية الصورة في تکوين العمل الأدبي.
الخاتمة : وفيها بيان بأهم النتائج التي أثمرت عنها هذه الدراسة .
وفي النهاية اسأل الله أن يثيبني عن بحثي خيراً , وأن ينفع به الدارسين والباحثين , وطلاب العلم .