فهذا بحث متواضع عن قضية : الجنس اللغوي بين القبائل العربية والمقصود به هنا هو المذکر والمؤنث , وقضية التأنيث في اللغة العربية شائکة الدراسة , متشعبة الجوانب , مضطربة الأفکار , مختلفة المعاني , وليس کذلک في اللغة العربية وحدها , بل في اللغات جميعها , والذي يدعو إلى هذا الاضطراب والتخالف هو عدم إدراک الضبط الدقيق في جانبين
أحدهما : الجانب اللفظي :-
حيث لا يستطاع إدراک النظام اللغوي الدقيق الفصل بين الذکر والأنثى, فنجد أن کثيراً من الأسماء لا يوجد بها ما يدل على مسماها من الإناث , کما نلمس أن علامات التأنيث ربما ألحقت بما يسمى به المذکر, ولهذا يکون الالتباس اللفظي بين ما يسمى به المذکر والمؤنث في کثير من الأسماء .
وثانيهما : الجانب المعنوي :-
حيث نلمس اضطراباً ثانياً في تصنيف الأشياء بين التذکير والتأنيث , فلا يوجد فى الجمادات شواهد بيولوجية تدل على نوع جنسها , ومع ذلک نجد أنها تؤنث وتذکر في کثير من اللغات ([1]) . وکان ما سبق هو من أسباب اختيارى لهذا البحث ، الذى أبين فيه – إن شاء الله تعالى – الأسماء التى تذکر عند قبيلة وتؤنث عند أخرى .
وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة , وتمهيد , ومبحثين , وخاتمة , وفهارس فنية .
أما المقــدمـــة : فقد اشتملت على سبب اختياري لهذا الموضوع وعلى محتويات البحث.
وأما التمهيـــــد: فقد تناولت فيه تعريف المذکر والمؤنث , والدليل على أن المذکر هو الأصل,وتقسيم المؤنث سواء أکان بعلامة أو بغيرعلامة , وأقوال العلماء في ذلک وأهم الکتب التى ألفت فيه.
وأما المبحث الأول : فقد أشتمل على ما يذکر ويؤنث من أعضاء الإنسان مثل : ( الإبهام , والذراع , البطن , العضد , العنق ، القفا , الکتف , اللسان).
وأما المبحث الثاني : فقد أشتمل على ما يذکر ويؤنث من غير أعضاء الإنسان مثل : ( الذهب , والرياح , وزوج , والسيل ,والسلام , والصاع , والخمر , والطريق , والسکين )
وأما الخاتمـــة : فقد اشتملت على بعض النتائج التي أخذت من هذا البحث ثم ذيَّلته بفهارس فنية .
و أسأل الله أن يوفقني إلى سواء السبيل . . . فهو حسبي ونعم الوکيل ربنا عليک توکلنا وإليک أنبنا وإليک المصير .