ينفتح النص الشعري المعاصر، على قراءات متنوعة، غير تلک التي اعتدنا عليها، وتأويلات قد يشترک فيها قارئان أو يختلفان، ممّا تطلب تغير ما قَدُم من أثاث ، وتعويضه بأثاث جديد، يخدم تحّولات الواقع المتسارعة، ويُلبي طموح الإنسان المعاصر وکماله، فکان "الإبداع" الذي اتخذه الشاعر العربي المعاصر مطيّة لذلک، وکان الشعر المعاصر الذي انبثقت عصرنته من خلال ما أصبح يتميّز به شکلاً ومضموناً، فأطلق فکرة البحث، لتکشف عن النضج الفکريّ الذي وصل إليه الشاعر المعاصر، الذي نفض الغبار عن ظاهرة توظيف الإبداع وآلياته داخل النص الشعري، ليعبر عن مضامين جديدة ومعاصرة .  ولا شک أنّ الهدف الرئيس من هذه الدراسة هو تقريب النص المعاصر من القارئ، وتمکينه من الولوج في أعماق القصيدة، لاستيعاب حقيقة الإبداع، وعلاقته بانهيارات حرکة الوجود المتمثلة بالغياب والزوال والموت.    إلا أنّ أول عقبة اصطدمت فيها دراستنا هذه، هي عدم توافر دراسات تعيننا بما تحويه من أفکار وملاحظات، على إضاءة العديد من الجوانب المظلمة وتمهد لنا الطريق للتوسع في کل ماتم التوصل اليه,من أفکار, ونتائج.    أن هذه الدراسة تکشف عن نظرة جديدة للشاعر المعاصر للواقع والکون نظرة رؤيا،( لا رؤية )تغور في اللاشعور، وتحاول کشف اللامرئي من الکون بمنطق تفسيري لمختلف الأسئلة المحيرة للذهن، ومنطلق واقعي داخليّ تتايع فيه الدفقات الشعوريّة    والحق يُقال أنّ الشعراء المعاصرين العرب الذين تناولتهم هذه الدراسة، قد استطاعوا أن يحملوا اعمالهم تفسيراً إنسانياً جديداَ للحياة ,المرتبطة  بدورها بشکل طبيعي بالموت والزوال.