فلحروف المعاني منزلة کبيرة في الدرس اللغوي، ولا زالت بعض الحروف مثار جدل بين اللغويين، وبخاصة إذا کانت تلک الحروف تدرس في کتاب الله عز وجل، لأن للقرآن أسراراً مازال العقل البشري يقف أمامها متحيراً . ومن الحروف التي استوقفتني في هذا الکتاب المعجز "بل" العاطفة حيث إنها تقع بين المفردين تارة وبين الجملتين أخرى، فجمعت عزمي على دراسة (بل) عند النحويين ونظرتهم فيها بين العطف والاستئناف، ثم تطبيق ذلک على الآيات القرآنية الواردة فيها (بل) في النصف الأول من القرآن الکريم، وذلک تحت عنوان (بل بين العطف والاستئناف دراسة تطبيقية على النصف الأول من القرآن الکريم).  وإنما آثرت لفظ الاستئناف على لفظ الابتداء، لأن الجملة الابتدائية
هي المفتتح بها الکلام، أما الاستئنافية هي الجملة تأتي في أثناء الکلام منقطعة عما قبلها صناعياً لاستئناف کلام جديد وقد يدخل عليها حرف من حروف الاستئناف الفاء والواو وبل ولکن مجردة من واو العطف. ([1]) فهذا البحث جمعت فيه کثيراً  من آراء النحويين في (بل) الواقعة بين المفردين والجملتين، وقارنت بين آرائهم وآراء المفسرين وطبقت ذلک على آيات الذکر الحکيم في النصف الأول من القرآن الکريم. وقمت بتقسيم البحث على النحو التالي: المبحث الأول : أحکام بل المطلب الأول: بل الواقعة بين مفردين المطلب الثاني:  "بل" الواقعة بين جملتين المطلب الثالث: أحکام خاصة ببل المبحث الثاني : " بل" في القرآن الکريم المطلب الأول " بل" العاطفة في آيات القرآن الکريم المطلب الثاني: " بل" الاستئنافية المطلب الثالث: " بل" التي تحتمل العطف والاستئناف   وأدعو الله أن يکون هذا البحث إضافة  جديدة للمکتبة العربية، وأن يکشف معاني جديدة لآيات الذکر الحکيم، وأن ينفعنا به يوم لقياه  إنه نعم المولى ونعم النصير.