فالقرآن الکريم کتاب هداية ورحمه، أنزله الرءوف الرحيم على نبى الرأفة والرحمة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فقال سبحانه:) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَکُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِکُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (، سورة الحديد: الآية  9.   والله عز وجل له الأسماء الحسنى والصفات العظمى، قال تعالى: )وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا..( ، سورة الأعراف: الآية 180.        ومن أسماء الله الحسنى التى لا تحصى ومن صفات کبريائه الأسنى الغفور الرءوف الرحيم.   وقد اقترنت صفة المغفرة بصفة الرحمة فى القرآن الکريم فى أربعة وثمانين موضعاً، واقترنت صفة الرأفة بصفة الرحمة فى تسعة مواضع.   والحديث عن المغفرة والرأفة والرحمة حديث متعدد الجوانب؛ زاخر باللطائف. لذا رأيت أن أکتفى بجانب واحد من جوانبه وهو اقتران المغفرة بالرحمة، واقتران الرأفة بالرحمة محاولاً الکشف عن النکت البلاغية الکامنة فى اقتران هذه الصفات وختم الفاصلة بالغفور الرحيم والرءوف الرحيم، والوقوف على مقامات التعبير بالمغفرة والرحمة، ومقامات التعبير بالرأفة والرحمة. وکان منهجى فى هذا البحث ما يأتي :   1-      دلالة اقتران المغفرة بالرحمة. 2-      دلالة اقتران الرأفة بالرحمة. 3-      مقامات اقتران المغفرة بالرحمة. 4-      مقامات اقتران الرأفة بالرحمة. 5-      ترتيب المغفرة والرحمة فى الذکر. 6-      ترتيب الرأفة والرحمة فى الذکر. 7-      خصائص نظم المغفرة والرحمة. 8-      خصائص نظم الرأفة والرحمة.   فالله أسأل أن يکون عملى خالصاً لوجه الله الکريم ، وأن يرزقنى التوفيق والسداد، إنه سبحانه أکرم من سئل وخير من أجاب.