فإن المشتغلين بالنحو والصرف واللغة خدموا کتاب الله الکريم من خلال ما نشروه من العلم, تعليماً وتأليفاً, وکان من أجلِّ ما ألف کتاب: «المختار في معاني قراءات أهل الأمصار» لأبي بکر أحمد بن عبيد الله بن إدريس -رحمه الله- من أعيان القرن الرابع، عمد فيه -رحمه الله- إلى توجيه القراءات الثمان([1]), وبيان عللها معتمداً على شواهد عديدة من القرآن الکريم، والحديث النبوي الشريف, والشعر, وغيرها([2]).
وجاءت فکرة هذا البحث لإبراز شواهد الحديث الشريف, من خلال جمعها ودراسة منهج المؤلف فيها.
والحديث الشريف من مصادر التشريع واللغة، والنبي r من أهل الفصاحة والمعرفة بلغات العرب، خاطب کلَّ قوم بلسانهم، قالت أم معبد([3]) في وصفها له r: "حُلْوُ المنطِق، فَصْلٌ، لا نَزْرٌ([4])، ولا هذرٌ([5])، کأنّ مَنطِقَهُ خَرَزَاتٌ نُظِمْنَ، وکان جَهِيرَ الصَّوْتِ، حَسَن النغمة r"([6]).
وکان اختيار هذا الکتاب ليکون محل الدراسة لقيمته العلمية, وإمامة مؤلفه، وأخذه عن أئمة کبار من اللغة والقراءة، وکثرة شواهده من الحديث الشريف, وسميت البحث: «توجيه القراءات بالسنة من خلال کتاب المختار في معاني قراءات الأمصار لأبي بکر أحمد بن عبيد الله بن إدريس جمعًا ودراسةً».
الدراسات السابقة:
لم أقف على دراسة سابقة لهذا الموضوع عند ابن إدريس, وقد حقق الکتاب الدکتور/ عبد العزيز الجهني, وبين منهج المؤلف عامة, وأشار إلى أنه يستشهد بالحديث دون وضع دراسة خاصة باستشهاد المؤلف بالحديث الشريف([7]), ومن ثم کان هذا البحث استکمالاً لما قام به فضيلة المحقق.
خطة البحث:
تتکون خطة البحث من:
مقدمة، وقسمين، وخاتمة، وفهارس.
المقدمة وفيها: أهمية الموضوع, والدراسات السابقة, وخطة البحث, ومنهجه.
القسم الأول: التعريف بالمؤلف وکتابه, وفيه تمهيد وثلاثة مباحث:
تمهيد: حجية السنة في اللغة.
المبحث الأول: التعريف بالمؤلف.
المبحث الثاني: التعريف بالکتاب.
المبحث الثالث: منهج المؤلف في توجيه القراءات بالسنة.
القسم الثاني: القراءات الواردة توجيهها بالسنة في کتاب «المختار».
ثم خاتمة بأهم النتائج والتوصيات.
ثم الفهارس الآتية:
فهرس المصادر.