يتناول هذا البحث قضية النص الشرعي وإنتاج الدلالة ، ويهدف البحث إلى کشف اللثام عن جهود علماء الأصول الأفذاذ وآلياتهم في فهم النص وتکييفه مع معطيات واقعهم الجديد، حتى يکون نصا متفاعلا مع الصيرورة التاريخية، حاملا لرسالته التي أنزل من أجلها، لا يجافي منطق اللغة ولا ينأى عن دلالتها، متضمنا لدعوى مخاطبة العقل وإمعان النظر وإعمال الفکر في النصوص من أجل الکشف عن الأسرار التي أودعها الله عزّ وجلّ في ثناياها، عل أن يظل هذا العقل في کليته متلقٍ وليس حاکما على الدين، ذلک أنّ دوره "أن يتلقى عن الرسالة، وأنّ هذه الرسالة تخاطب العقل بمعنى أنها توقظه وتوجهه وتقيم  له منهج النظر الصحيح لا بمعنى أنّه هو الذي يحکم بصحتها أو بطلانها وبقبولها أو رفضها ومتى ثبت النص کما هو الحکم کان على العقل البشري أن يقبله ويطيعه وينفذه سواء کان مدلوله مألوفا له أم غريبا عليه".فالنص إذاً هو الناقل النوعي لمضامين هذا الدين الذي کانت غايته وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إسعاد البشر وتحريرهم من عبودية العباد إلى عبودية ربّ العباد . ويحاول الإجابة عن کثير من الأسئلة المتعلقة به  فمثلا ماذا نعني بالنص في اللغة والاصطلاح ؟ وما هي محدداته؟  هل کل نص حجة ؟ وما طبيعة العلاقة بين النص وفهمه ؟ بل ما هي ضوابط قراءة النصوص الشرعية  ؟ وکيف تعامل السلف الصالح مع هذه النصوص کلا بحسب تخصصه؟ .