الحمد لله الذي انزل على عبد الکتاب ، ولم يجعل له عوجا ، والصلاة والسلام على من جعله هاديا ومبشرا ونذيرا
أما بعـــــــــــــد ؛؛؛؛؛؛
فقد أرسل الله تعالى نبيه ﷺ لهداية الناس إلى الدين الحق ، وإرشادهم إلى الصراط لمستقيم ، وأيده بمعجزات من عنده ، تقنعهم برسالته ، وتدفعهم لاتباعه وتؤکد لهم صحة کلامه ، وصدق دعوته .
وکانت معجزة القرآن الکريم معجزة عقلية يمتد إعجازها ما بقيت السموات والأرض ، ويتجاوز تأثيرها حدود الزمان والمکان ، تخاطب العقول ، وتبهر الأبصار ، بما يعجزها من العلم والحکمة .
فلا يمر عصر من العصور إلا وتظهر للقرآن الکريم معجزة جديدة تدل على صحة دعواه ، وصدق فحواه .
وقد جاء إعجاز القرآن الکريم شاملا ، متعددا ، يظهر في فصاحة لفظه ، وبلاغة أسلوبه ، وفي ثراء معانيه ، واتساع علومه ، وتعدد مجالاته البلاغية ، واللغوية ، والتشريعية ، والتاريخية ، والعلمية .
وقد أشبع العلماء ألوان الإعجاز تأليفا وحديثا ، وامتلأت بها عشرات التفاسير ،ومع ذلک فإن الإعجاز العلمي لازال شابا فتيا ، يحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة .
ولعل ذلک راجع إلى أن العلوم ذات طبيعة تراکمية ، تتوسع باستمرار مع التقدم والتطور في العلم ، ففي کل زمان يتقدم العلم ، ويکتشف جديد ، يقرر نظرية ويلغي أخرى ، وفي کل مرة يکتشف العلماء سبق القرآن الکريم إلى التوصل إلى بعض هذه الحقائق العلمية ، التي أولاها بالحديث ، مما يشهد له بالإعجاز العلمي .
ومن هنا تشتد الحاجة إلى الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الکريم ، وتفسير الآية ذات الطبيعة العلمية تفسيرا تحليليا في ضوء
ضوابط التفسير العلمي للقرآن الکريم