يهدف هذا البحث إلى کشف بعض خصائص الأسلوب القرآني وإبراز أهم الجوانب الفنية التي يتميز بها القرآن الکريم عن غيره من کلام البشر، فضلاً عن إظهار ذلک التناسق اللفظي في الفواصل القرآنية، وإدراک جمال الأسلوب القرآني، والتأکيد على التناسق الکبير بين العبارة والموضوع في الخطاب القرآني، وذلک من خلال قوله تعالى: (وترکنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) الآية 99 من سورة الکهف إلى قوله تعالى (قال کذلک قال ربک هو علي هين) الآية 21 من سورة مريم. هذا، وقد جاء البحث في تقديم ، وتمهيد ، وفصلين ، وخاتمة. فالتقديم : بَيَّنت فيه منزلة علم البلاغة من علوم العربية، وأهميته في تفسير کتاب الله تعالى، وأسباب اختياري لهذا الموضوع ، وخطة البحث ، والخطوات التي اتبعتها في إعداده. و التمهيد: عرَّفت فيه بکل من البلاغة، والفصاحة ، والفرق بينهما ، وبينت علوم البلاغة. والفصل الأول: درست فيه الخصائص البلاغية في سورة الکهف من قوله تعالى:(وترکنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) إلى آخر السورة الکريمة، والفصل الثاني: درست فيه الخصائص البلاغية في سورة مريم من أول السورة إلى قوله تعالى: (ولنجعله آية للناس ورحمة منا وکان أمرا مقضيا). أمَّا الخاتمة : فذکرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث، وکان من أبرزها: أن الآيات الکريمة امتازت في السورتين بالأسلوب البلاغي المعجز الرصين، فکان لکل مقام مقال، واشتملت الآيات الکريمة على نوعي الأسلوب البلاغي: کالخبر والإنشاء، والذکر والحذف، والتقديم والتأخير، والفصل والوصل، وغيرها من فنون علم المعاني، کما بلغ الإعجاز البلاغي في الآيات الکريمة أشده ، وذلک في الصور البيانية الرائعة ، من تشبيه ، واستعارة، ومجاز عقلي ومرسل ، وکناية ، والتي کانت تظهر المعنى المجرد في صورة حسية ملموسة، کما کان لعلم البديع ، ومحسناته اللفظية والمعنوية دور بارز في إظهار البلاغة القرآنية ، فهو لم يأت لمجرد الحلية اللفظية فقط ، وإنما جاء لمقتضيات معنوية ، وأسرار بلاغية لا يکمل المعنى ولا يتم إلا بها. وقد کان لکل أسلوب من الأساليب البلاغية المتقدمة جماله ووقعه على النفس ، وبلاغته في الأسلوب.