الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على الرسول الأمين، وآله الطيبين، وبعد:
فهذا البحث الوجيز قد تناول الحديث عن مبحث مهمّ من مباحث علوم القرآن على جهة الخصوص ، وجانب مؤثّر من جوانب تناول الدّرس التفسيري من حيث الرَّأي ، ألا هو التناسب في آيات بيّنات لها وصفها المعيّن ، فهي آياتٌ مختومات بـ"لعلَّ" ومعموليها ، ومن ثَمَّ سعى البحث يستظهر ذاک التناسب اللفظي والمعنوي فيها، ويجليه للعيان، ويفصح عن الروائع البيانية التي أودعت في طيات آيات کتاب الله ، مما تحلّت بتلک الصّبغة المحددة .
وقد عُنوِنَ لهذا البحث بـ«التناسب في الآيات المختومة بـ"لَعَلَّ" ومعموليها دراسة تطبيقية على الآيات المختومة بـ (لعلکم تتفکرون) و (لعلهم يتفکرون) و (لعلکم تفلحون)
والبحث مکوّن من مقدمة ، وثلاثة مباحث ، وخاتمة، وفهرسين اثنين.
وقد خرج البحث بجملة من النتائج والتوصيات .
وهذا البحث محاولة جادة لاستکشاف جانب التناسب اللغوي والمعنوي في تلک الآيات المحدّدات للدراسة ، وهي (16) ست عشرة آية في کتاب الله، وتلمّس الجهد الکبير الذي قام به أهل التفسير والمعاني ، من حيث توظيفهم المفردة والجملة القرآنية ؛ لتعزيز المعنى المقصود من الآية ، والدّلالة عليه، وکيف أن "لَعَلَّ" ومعموليها ـ خاصة ـ أتت منسجمة غاية الانسجام، ومتفقة کلّ الاتفاق في الآية الکريمة مع ما قبلها بصورة فاعلة ومثمرة ، يعْرفُ هذا أيُّ أحدٍ له حاسة التذوق لهذا الکتاب المجيد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ،،،