إن أسلوب الاستخدام من أروع الأساليب التى استخدمها القرآن الکريم؛ حيث أظهر بلاغته، وحسن سبکه، وروعة نظمه، فإن مدارسة القرآن الکريم من الناحية البلاغية تبين مدى إعجاز لفظه ودقة معانيه؛ ومن ثمَّ جاء هذا البحث الذى يدور حول هذا الأسلوب دراسة تطبيقية، ويهدف هذا البحث إلى: فهم القرآن الکريم فهماً عميقاً قائماً على تدبر معانيه، ومعرفة أسراره، دراسة الآيات التى اشتملت على أسلوب الاستخدام فى القرآن الکريم؛ لفهم معانيه، واستخراج ما فيه من لطائف ودقائق، البحث فى مکنونات اللفظة القرآنية وإظهار بلاغة القرآن الکريم من خلال أسلوب الاستخدام؛ حيث إن اللفظة الواحدة تعطى أکثر من معنى بقرينة تدل على ذلک، وقد اتبعت فى هذا البحث المنهج التحليلى القائم على الاستقراء والاستنباط والتحليل؛ لاستخراج ما فى الآية من دلالات ومعان بلاغية؛ حيث استقرأت الآيات التى قال عنها العلماء: إنها مبنية على الاستخدام؛ فوجدت کثيرا منها ليس من قبيله، وذلک وفقا لما تعرضت له من تعريف هذا الأسلوب وتحقق لدى فيه من ضوابط.وقد کتبت الآيات بالرسم العثمانى ثم عزوتها بذکر اسم السورة ورقم الآية، ثم ذکرت مناسبة هذه الآية لما قبلها، وسبب نزولها-إن وجد- والمعنى العام للآية، وبينت أسلوب الاستخدام فى ذلک معتمدة على القاعدة التى وضعها العلماء من خلال تعريفه، وکان من نتائج هذا البحث: أن تدبر الأساليب القرآنية مسهم فى استخراج أسراره، ومکنوناته ومن ثمَّ الوقوف على إعجازه، تعتبر الأمثلة على أسلوب الاستخدام فى القرآن الکريم قليلة وقد التبس الأمر على الکثير فذکروا أمثلة عدوها من الاستخدام وليس کما ظنوا؛ لذا تناول البحث بالدراسة والتحليل: خمسة مواطن هى من الاستخدام بلا تطرق شک أو حوم وهم.