Subjects
-Tags
-Abstract
أخبرنا الله تعالى عن کتابه الکريم بأنه محفوظ من الزيادة والنقصان {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: (9)]، وأخبرنا سبحانه عن کتابه أنه خلي من الشک والريب {ذَلِکَ الْکِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: (2)]، وأن غيره من الکتب البشرية فيه الاختلاف الکثير {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ کَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا کَثِيرًا} [النساء: (82)].
ومع وضوح هذه الحقائق إلا أن الناس – مع الانفتاح الهائل في المعلومات واختلاط الثقافات- أصبحوا يقابلون بعض الآيات القرآنية التي تخالف بعض الثقافات أو القوانين الوضعية بأحد ثلاثة مواقف:
الأول: ثابت على دينه، معظم لکتاب ربه سبحانه، يأخذ بما في القرآن مهما حاول الآخرون صرفه عن ذلک.
الثاني: محب للقرآن، ولکنه معظم للحضارة، منبهر بمبادئ الأمم الغالبة، فأصبح يلوي أعناق النص، ويحاول تطويعها للحضارة ولو کان بتحريف الکلم عن مواضعه، ويزعم بذلک أنه يدافع عن القرآن ويحسب أنه قد أحسن صنعا.
الثالث: معظم للحضارة الغربية، معرض عن کتاب الله، فلا يتردد في رد ما في کتاب الله والعياذ بالله.
ومن الأمثلة على هذا الانقسام الثلاثي، هذه الآية التي اضطرب الکثير في فهمها أو تأويلها في الوقت المعاصر، وهي قوله سبحانه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَکُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلِيًّا کَبِيرًا} [النساء: (34)].
فمنهم من حرَّف الکلم عن مواضعه، ومنهم من ردها، ومنهم من أخذ بکلام الله على بابه وفسره بما في سنة رسول الله e، فاتضح له الأمر ولم يَحِدْ عن الحق.
ومع ارتفاع سقف المطالبة بحقوق المرأة، وقوة تأثير الحضارة الغالبة، بدأ البعض يتنازل عن الحق، أو على الأقل يعرض عن الحديث عن هذه الآية.
وإن تعجب فعجب قولهم: (القرآن يأمر بضرب المرأة)؛ لتشويه صورة الحکم الشرعي، وهذا افتراء على کلام الله تعالى؛ فالآية إنما تتحدث عن الناشز، وليس عن المرأة عموما، وصدق الله: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: (112)].
فلهذا أردت أن أکتب بحثا يميط اللثام عن معنى هذه الآية، ويوضح مقصدها الشرعي، ويرد على الجاهلين والغالين
DOI
10.21608/fraz.2017.7063
Keywords
ضرب الناشز, القرآن, المجيزين والمانعين
Authors
MiddleName
-Affiliation
کلية الشريعة والدارسات الإسلامية
جامعة الکويت
Email
-City
-Orcid
-Link
https://fraz.journals.ekb.eg/article_7063.html
Detail API
https://fraz.journals.ekb.eg/service?article_code=7063
Publication Title
المجلة العلمية لکلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق جامعة الأزهر
Publication Link
https://fraz.journals.ekb.eg/
MainTitle
-