لا شک إن لهذا الموضوع أهمية بالغة ، فلقد عظمت الحاجة إليه في کل زمان ، ولاسيما في هذا العصر؛ حيث زيادة المستجدات، وکثرة الوقائع والنوازل، وتداخل المصالح والمفاسد وتجاذبها في حياة الناس، فمدار الشرع والواقع مبني على المصالح و المفاسد، فما من مسألة صغيرة أو کبيرة إلا وهي مبنية على المصالح والمفاسد. وحيث إننا نعيش اليوم في واقع يختلف کثير ا عن واقع الأمس، وذلک نتيجة للمتغيرات السريعة والمتلاحقة ؛ الأمر الذي يتطلب معه التفکير والدراسة وحسن التعامل مع الواقع لا سيما من قِبل الداعية ؛ لکثرة اختلاطه بالناس على اختلاف أجناسهم وتباين ثقافاتهم ، ففقه الموازنات يحتاج إلى دراسات متتابعة في جوانبه التطبيقية ، لاسيما عند النوازل والمستجدات التي تحتم ترجيح المصالح ودرء المفاسد وفق معايير دقيقة ؛ وسوف أقوم من خلال هذا البحث على تأصيل هذا الفقه المهم والذي سأتناول فيه : -1 مفهوم فقه الموازنات وأدلته الشرعية . -2 منهج الصحابة وسائر السلف الصالح في فقه الموازنات . -3 أهمية فقه الموازنات للداعية . -4 ثمار العمل بفقه الموازنات والمفاسد المترتبة على ترکه.