هدفت الدراسة الوقوف على دور التحول الرقمي في إعادة التشكيل الثقافي للمجتمع – لاسيما الشباب الجامعي. استخدمت المنهج الوصفي المسحي واستعانت بالاستبانة التي تم تطبيقها على عينة من شباب كليات جامعة طنطا. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أبرزها: باتت وسائل الاتصال الرقمية الحديثة سلاحاً ذو حدين بخصائصها الإيجابية والسلبية بالذات على مقومات الهوية الثقافية للمجتمع، فمن جهة اعتبرت وسيلة هامة للاكتشاف والتواصل، لكنها إ تًهمت بأنها تُكرس سلبية المشاهد. كما توصلت الى عدة أبعاد للتشكيل الثقافي للشباب الجامعي: أن الرقمي أحدث تغييرات ثقافية عدة، أعاد بناء الشخصية وتشكيل الذات، أعاد تشكيل القيم والسلوكيات والاتجاهات، أعاد تشكيل العلاقات الاجتماعية، تشكيل أنماط وأساليب الحياة. كما توصلت في اطارها الميداني إلى نتائج عدة أبرزها: للتحول الرقمي ووسائطه المتعددة إيجابيات انعكست على تشكيل ثقافة الشباب الجامعي: كالتعرف على أصدقاء جدد، معرفة آخر التطورات المجتمعية ومعايشة الأحداث، التعبير عن الذات وتنمية وإثراء جوانب الشخصية. وعلى الجانب الآخر، كرست لعدة سلبيات أبرزها: تراجع الروابط المجتمعية والأسرية في ظل العلاقات الافتراضية، تكريس القيم المادية والاستهلاكية، الصراع القيمي نتيجة التناقضات بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي، الأمراض النفسية نتيجة العيش في العالم الافتراضي لمدة طويلة.  أما عن أبعاد التشكيل الثقافي للشباب في ظل استخدام وسائل الاتصال الرقمية أبرزها: تبنى الشباب سلوكيات وأفكاراً جديدة، أتاحت طرقاً عدة من أجل (التواصل والتفاعلية والمشاركة، ممارسات جديدة للقراءة والكتابة، تشكيل الذات وبناء علاقات افتراضية مع الآخرين، التسلية والترفيه، الحصول على المعلومات والمعارف، الحضور والمشاهدة.