يواجه التعليم الجامعي اليوم قيودًا عدة تحد من كفاءته وتضعف من جودة مخرجاته وإمكانية تطويرها، غير أن أكبر هذه القيود وأشدها تأثيراً هي محدودية مصادر التمويل، الذي يعيق إمكانية تطويره وتحسين مخرجاته، والارتقاء بمؤشرات أدائه، والذي بدوره يؤثر علي كفاءة عملية التعليم الداخلية والخارجية، ويفقده القدرة علي ملاحقة المعارف والتطورات الحديثة. ولعل هذا ما دفع معظم الجامعات المتقدمة والنامية على حد سواء إلي البحث عن مصادر جديدة للتمويل، فاتجهت بعض الجامعات إلى التحول نحو مفهوم الجامعة المنتجة، وهى أحد أنماط الجامعات غير الربحية التي تعمل على إضافة مصادر تمويل جديدة, وتوفير الموارد المالية البديلة، من خلال توسيع وتعميق دورها في المجتمع, وقيامها بعدد من الأنشطة التي توفر لها عائدًا ماديًا؛ يساعدها على بلوغ أهدافها, وتحقيق رسالتها, وهنا تعد "إدارة الأصول الاستراتيجية" Strategic Asset Management (SAM), أحد المداخل الحديثة الذي تعتمد عليه بعض الجامعات لزيادة مصادر تمويلها, ومساعدتها على التحول لجامعة منتجة وتحقيق استدامتها ماليًا، من خلال الحفاظ علي الأصول الاستراتيجية وتطويرها, وترشيد استخدامها, واستثمارها من أجل تحقيق أفضل النتائج. ولذا هدف البحث الحالي من خلال العرض والتحليل إلى تعرف الأسس الفكرية للجامعة المنتجة، وإدارة الأصول الاستراتيجية، ودراسة خبرة جامعتي ميتشجان وبوند في إدارة الأصول الاستراتيجية واستثمارها للتحول إلى جامعات منتجة وتحقيق استدامتها ماليًا, فضلًا عن تعرف واقع إدارة الأصول الاستراتيجية بجامعة الأزهر, كما عبرت عنه الأدبيات. وقد استخدم البحث المنهج الوصفي لملاءمته لأهدافه. وقد انتهى البحث إلى مجموعة من النتائج، التي ارتكزت عليها مجموعة من التوصيات المقدمة، والتي يمكن أن تساعد في تحول جامعة الأزهر إلى جامعة منتجة وتحقيق استدامتها ماليًا، منها: إنشاء إدارة مختصة لإدارة الأصول الاستراتيجية لجامعة الأزهر, تتلخص مهمتها في الحفاظ على الأصول وتطويرها, وترشيد استخدامها, واستثمارها؛ ووضع خطة استراتيجية لإدارتها واستثمارها, وبالارتكاز على توفير الأموال اللازمة للقيام بعمليات الإصلاح والصيانة للأصول المادية والتقنية؛ وتنفيذ عمليات التنمية المهنية, وحماية حقوق الملكية الفكرية للأصول البشرية؛ وتطوير العلاقات والشراكات بين الجامعة والمؤسسات المناظرة وغير المناظرة.