منذ ظهور الفکر التنموى ونظرياته اتخذ المجتمع الإنمائى (مؤسسات التنمية الدولية) مداخل عديدة لتطبيق هذا الفکر، من مثل: المنح والقروض والمساعدات الفنية والتقنية وغيرها. ومع مطلع التسعينيات، تسأل المانحون: هل المساعدات الإنمائية مفيدة؟ وتبين من خلال سلسلة المراجعات لتلک المساعدات فى الدول النامية، انتقاد شديد لآثارها على تنمية الدول؛ إذ تُقوض القدرات الوطنية، حيث تقوم على تجاهل القدرات الموجودة، وهو ما لا يُحقق استدامة التنمية. من هنا، تبلور نهج تنموى جديد ينطلق من فکرة مؤداها أن: لکل مجتمع قدرات يمکن البناء عليها، وأن التغيير يجب أن يبدأ من الداخل، ويأخذ فى حسبانه مختلف الجوانب البشرية والمؤسسية والبيئية جملةً واحدة، هذا النهج هو تنمية القدرات. ويسعى البحث الحالى إلى تطبيق هذا النهج التنموى فى مجال التخطيط التعليمى ابتغاء تحقيق هدفًا تنمويًا هو التوجه نحو اللامرکزية. وتوصل البحث إلى بناء إطار عمل تطبيقى يوضح الخطوات الإجرائية لکيفية تنمية القدرات التخطيطية والتنفيذية بالمستويات التعليمية الأدنى بما يُعزز التوجه نحو اللامرکزية.