تتطلب التحديات التي تواجه الأمن الفکري لدى طلبة الجامعات المصرية حلولا إبداعية، ترتکز على التربية باعتبارها قاعدة الانطلاق نحو المستقبل الآمن، وعلى التعليم الحديث -الذي يرتکز على التعلُّم، وعلى اعتبار المتعلم محور العملية التعليمية- للانتقال من الاعتماد على الحفظ والتلقين والقدرة على الاسترجاع، إلى الفهم العميق والتحليل والاستشراف والإبداع وحل المشکلات والتفکير الناقد؛ بما يحقق نقلة نوعية في مخرجات المؤسسات التعليمية، وجعل المتعلمين قادرين على التجديد والابتکار، وتفنيد الحجج الواهية، وتصحيح الأفکار والمفاهيم الخاطئة. وتستهدف الدراسة التعرف على الإطار المفاهيمي للتفکير الناقد في الأدب التربوي والنفسي المعاصر من حيث مفهومه، وأنواعه، ومکوناته، وخطواته، وأهميته، واستعراض معايير جودة التعليم العالي، لاسيما ما يرتبط بالتأکيد على تکوين العقل الناقد لدى شباب الجامعات المصرية؛ وإيضاح دور الجامعات المصرية في تنمية التفکير الناقد لدى الطلبة؛ لتحقيق أمنهم الفکري وتنمية قدراتهم على مجابهة آراء أصحاب الفکر المتطرف وحججهم، وتفنيدها. ومن أجل الإجابة على أسئلة البحث، وتحقيق أهدافه، استخدم الباحث المنهج التحليلي، معتمدا على عدد من المصادر والوثائق والأدبيات التي تلائم طبيعة الموضوع، کما تم الاعتماد على المنهج الوصفي الوثائقي. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، من أبرزها: أن نظام التعليم في الجامعات المصرية ما يزال يعتمد -في کثير منه- على التعليم التقليدي القائم على الحفظ والتلقين والاستظهار، ويحتاج إلى المناهج والأنشطة والبرامج والمماراسات التي تزخر بها معايير ضمان جودة التعليم العالي، والتي تسهم في تکوين التفکير الناقد لدى الطلبة، وما يترتب على ذلک من الإسهام في تعزيز أمنهم الفکري.