هدفت الدراسة الحالية إلى
اطلاع الباحثين والمختصين والعاملين في حقول التربية على أنماط الفکر التربوي الإسلامي وغير الإسلامي.
إبراز آراء بعض المنظرين التربويين المسلمين وبيان أقوالهم في مجمل العملية التربوية وکذلک آراء بعض المنظرين الوضعيين وبيان افتراءاتهم في فصل الدين على العلم حيث تتناقض أقوالهم مع أفعالهم.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية
1- إن المنطلقات التي ينطلق کنها أصحاب کل فکر تختلف باختلاف معتقدهم, فالفلسفات تعود کلها إلى أفکار ومعتقدات أصحابها, وعليه فان علماء التربية الإسلامية ينطلقون من العقيدة الإسلامية والتي مرجعها الأساس القران الکريم والسنة النبوية, بينما علماء التربية الغربية ينطلقون کلا من عقيدته ونظرته إلى الکون والإنسا.0ن والحياة, والفلسفات الغربية في ذلک متناقضة.
2- أن علماء المسلمين وضعوا أسساً تربوية فيها نوع من الدقة والواقعية وسهولة التطبيق, بل تم تطبيق کثير من أفکارها, وذلک لأنها تنطلق من شريعة الإسلام وأحکامه, بينما التربية الغربية فيها کثير من الخيال والتنظير وصعوبة التطبيق, وذلک لأنها نابعة من أفکار أشخاص لديهم کثير من الأخطاء وقليل من الصواب.
3- لا يمنع المسلم من اخذ العلوم والمعارف من عند غيره ما لم تتصادم مع القواعد والأسس الإسلامية المتفق عليها, فالحکمة ضالة المؤمن أنّا وجدها التقطها, وعليه لا ننکر الأخذ ببعض الوسائل والأساليب التي قدمها علماء التربية الغربيون ما دام أنها لا تتصادم مع ديننا, بل ربما تکون موافقة أو مؤيدة لما عندنا.
4- تدور کثير من الأفکار التربوية الغربية على المصالح والمفاسد من منظار أصحابها ومصالح دولهم ومجتمعاتهم, وهذه المصالح قابلة للتغير والتبدل وعليه يمکن أن تتغير المبادئ والأفکار المطروحة, بينما في التربية الإسلامية تدور المصالح والمفاسد على وفق ما قرره الشارع الحکيم, فالحسن ما حسنة الشرع والقبيح ما قبحة الشرع, لا العقل والهوى والمصالح الضيقة.
5- يمکن القول وبکل تجرد أن علماء التربية المسلمين قد قدموا تربية شبه متکاملة؛ لأنها تنطلق من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الکامل الشامل, بينما علماء التربية الغربيون قد قدموا تربية جزئية ومتناقضة أحياناً بل وخيالة في کثير من الأحيان؛ لأنها تستند إلى أفکار بشرية محضة قابلة للخطأ والصواب.