الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، خلق الإنسان، علمه البيان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، آتاه الله جوامع الکلم وجواهر الحکم ...... وبعد،
          فإن الخطابة من الوسائل المهمة التى لها مکانتها السامية، فهى لسان الدعوة الإسلامية، الناطق بتعاليمها وأحکامها، وهى أداة البيان وسلاح الإقناع، ومرقاة الإمتاع، تلهب المشاعر، وتثير الأحاسيس والخطيب يستطيع أن يملک مفاتيح العقول، وأن يهز أوتار القلوب بقوة برهانه، وجمال أسلوبه، ومتانة ألفاظه، ومراعاة أحوال الناس فى تنوع مقامات خطابه.
          والخطيب الذى يريد أن يجنى ثمار جهده، وتؤتى خطبته أکلها کل حين بإذن ربها، لابد أن يعمل فى اتجاهيين يسيران جنباً إلى جنب ، إقناع العقول وإمتاع النفوس، وإثارة الأحاسيس ولن يصل الخطيب إلى هذا المقام إلا إذا امقتنع بصحة فکرته، وتأثر بها، فلن يقنع حتى يقتنع، ولن يؤثر حتى يتأثر، لأن ما خرج من القلب وصل إلى القلوب، وما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان.
* ومن نتائج هذا البحث
1- أن الخطابة وظيفة الأنبياء والمرسلين وادعاة والمصلحين، ولسان القادة والساسة، وأنها تفض المنازاعات والخصومات ، وترد الناس إلى واحة السلام ودوحة الأمان.
2- أن الخطيب الذى يريد أن يستحوذ على القلوب وإمتاع عقول الناس ويصل إلى التغيير المنشود لا يلقى على مسامعهم کلاماً مرسلاً، وإنما لابد أن يعتمد على الأدلة الواضحة والحجج الدامغة للتدليل على صدق کلامه وصحة فکرته.
3- لا يستطيع الخطيب أن يصل إلى إمتاع النفوس إلا ببراعة الأسلوب وتنوعه، وجودة التعبير فى قوة عاطفته، وحسن اللفظ ووضوحه وتناسبه.
4- إن مراد الخطيب التأثير فى المخاطبين، وإثارة عواطفهم وإشعال مشاعرهم بقوة حجته وجمال أسلوبه وعذوبة منطقه.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين
والحمد لله رب العالمين