التمني: هو طلب أمر محبوب قد يکون مستحيلاً - وقد يکون ممکناً غير أنه بعيد.والفرق بَيْنَه وبين الترجي أن التَّرَجِّي يکون فِي الْمُمْکِنِ، وَالتَّمَنِّي فِي أَعَمِّ مِنْ ذَلِکَ
وأما حکم التمني: فهو مباح ما لم يتعلق بمذموم أو منهي عنه شرعاً.
وقد ورد التمني ب (ليت) في البيان النبوي في مقامات عدة فأحيانا نراه محکياً على ألسنة بعض الناس تمنياً لما فاتهم من نعمة القرآن والمال، وأحيانا نراه محکياً على ألسنة بعض الرجال في آخر الزمان تمنيا للموت، وتارة نجده على لسان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تمنياً لما فات مما يؤدى إلى کثرة الصوم والطاعة والعبادة،
کما تنوع التمني بغير (ليت) في البيان النبوي فقد جاء بطريق الاستفهام والأمر والترجي؛ إبرازاً للمتمني المستحيل في صورة الممکن القريب الحصول، کقوله ـ صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنهما «أَلاَ تُصَلِّيَانِ؟»، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمه أبى طالب: (قل لا إله إلا الله کلمة أشهد لک بها عند الله)، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حکاية قصة أصحاب الغار: (انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله فادعوا الله ـ تعالى ـ بها لعل الله يفرجها عنکم).
          کما جاء التمني في بيانه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بطريق الشرط؛ إشعارا بعزة المتمني وندرته، کما في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعائشة ـ رضي الله عنها ـ(لو کان وأنا حي فأستغفرَ لک وأدعوَ لک)  وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حکاية على ألسنة الناس يوم القيامة في حديث الشفاعة الطويل: (لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مکاننا هذا)، وقد ساهمت هذه الألفاظ التي لم توضع للتمني أصالة في إضافة طعم جديد للتمني مما ساهم في الکشف عن أغراض المتکلم وإيحاءاته.