بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ المقدمــــــة الحمد لله رب العالمين نحمده ونشکره ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبد الله ورسوله، إمام المتقين وسيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين... أمـــــــا بعـــــــد: فإن علم أصول الفقه من العلوم العظيمة النفع الجليلة القدر، ولکنه علم صعب، المنال، کما قال عنه الإمام الغزالي: هو أشبه بالطلاسم والألغاز يحتاج إلى شروح والشروح تحتاج إلى حواش. ولأنني ممن شرفت بأن أتخصص في هذا العلم الدقيق، أردت أن أکتب في هذا العلم بطريقة مختلفة عن الأبحاث التي کتبتها من قبل، أن أتناول أصولي من الأصوليين، وأتناول البعض من آرائه الأصوليين، وأحاول أن أطبقها على آرائه الفقهية من خلال کتبه. فيسر لي رب العزة أن أتناول الإمام الصنعاني، علامة اليمن في القرن الثاني عشر، ومحيي علوم السُّنة المحمدية فيها، السيد البدر محمد بن إسماعيل بن محمد الأمير، العلامة الکبير الحجة، والمرجع في فقه السُّنة لعلماء اليمن وطلابها، وکان الهدف من هذه المحاولة أن أبين منهج الإمام الصنعاني الزيدي في الأصول وتعامله مع المسائل الأصولية ورأيه فيها هل يوافق جمهور الأصوليين أو الحنفية، وأسجل أثر ذلک في الفروع الفقهية إذا کان الخلاف فيها يترتب عليه فروع فقهية، وفي کثير من المسائل لم أقف على أثر فقهي فيها بل يکون الخلاف فيها خلافًا لفظيًا لا يترتب عليه فائدة في الفروع الفقهية، وبما أن سرد آراء الإمام الصنعاني يحتاج إلى رسائل ومجلدات؛ لذا اقتصرت في هذا البحث المتواضع على آراء الإمام الأصولية في المقدمة الأصولية والحکم الشرعي، وکانت خطة البحث کالآتي: قسمت الموضوع إلى مقدمة وتمهيد ومطلبين وخاتمة وفهارس. أما المقدمة: فتکلمت فيها عن أهمية الموضوع ومنهج البحث. التمهيد: يشتمل على نبذة مختصرة عن الإمام الصنعاني. المطلب الأول: في آراء الإمام الأصولية في المقدمات، ويشتمل على أربع مسائل: المسألة الأولى: في قواعد الأصول منها ما هو قطعي ومنها ما هي ظني. المسألة الثانية: في تعريف الأصول بالقواعد دون العلم. المسألة الثالثة: في أن الفقه لغة أخص من الفهم «وهو فهم مراد المتکلم من کلامه». المسألة الرابعة: في أن موضوع علم الأصول هو الأدلة السمعية. المطلب الثاني: في آراء الإمام الأصولية في الحکم الشرعي، ويشتمل على خمس مسائل: المسألة الأولى: في التفريق بين الوجوب والإيجاب والحرمة والتحريم بالاعتبار مع الاتحاد في الذات. المسالة الثانية: في أن الفرض والواجب مترادفان. المسألة الثالثة: في عدم تقسيم المکروه إلى مکروه تنزيهًا ومکروه تحريمًا. المسألة الرابعة: في أن المباح ليس من الأحکام الشرعية. المسألة الخامسة: في ترادف الباطل والفاسد. الخاتمة: وتشتمل على أهم النتائج. الفهارس: وتشتمل على فهرس المراجع، وفهرس الموضوعات. وأما منهجي في سرد هذه الآراء فکالآتي: * ذکر آراء الأصوليين وعزوها إلى مواضعها من غير استيعاب لکل الأدلة والآراء واکتفيت بذکر البعض منها حسب ما يقتضي الحال. * ذکر آراء الإمام الصنعاني من کتبه وقارنت بين مذهب الإمام الصنعاني ومذهب الجمهور والحنفية. * ذکر الأدلة التي استدل بها الإمام لمذهبه. * ذکر أدلة المذاهب الأخرى من غير حصر. * ذکر بعض الفروع الفقهية المفرعة على آرائه الأصولية إن وجدت. والله تعالى أسأل أن يتجاوز وعن أخطائي فإن الکمال لله تعالى وحده. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين