الصورة في سورة العاديات: إذا تأملنا هذه السورة وجدناها تتکون من صور متعددة، ويمکن حصرها في ثلاث صور، هي صورة الخيل، وصورة الإنسان، وصورة البعث والنشور.
و کل صورة منها تحمل مجموعة من الآيات يأخذ بعضها في برقاب بعض في امتداد وصعود. والسورة الکريمة تتکون من ثلاثة مقاطع، تعرض جملة من المشاهد والصور، ولکل مشهد منها عدد من الآيات توضحه وتجليه، وکل مشهد له خصوصية تميزه من غيره، مما يجعل المتلقي يعيش مع المشهد بکل تفاصيله، ويمتاز کل بما فيه من ألفاظ تناسب طبيعة المشهد المعروض، وکل مشهد يختلف عن بقية المشاهد، ولکنه يلتقي مع بقيه المشاهد في نمو وامتداد وصعود، ولقاؤه معها في کونه لبنةً أساسيةً في بناء السورة في عرض المشاهد؛ لتکوين الصورة الکلية، والأسلوب التصويري له أثره في النفس، وقد اخترت هذه السورة لتکون مجالاً للتطبيق، واقتضت طبيعة البحث أن يکون في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أقسام، وخاتمة.
والتمهيد: جانب تنظيري مختصر، والأقسام الثلاثة تتناول الجانب التطبيقي