استهدف البحث التعرف على الوضع الاقتصادي لزراعة محصول البطاطس الشتوي بمُحافظة الإسکندرية في ظل جائحة کورونا، وذلک بالإستعانة ببعض أساليب التحليل الإحصائي الوصفي والکمي، وإعتماداً على البيانات الأولية لعينة ميدانية تم جمعها في مُحافظة الإسکندرية خلال الموسم الزراعي 2020/2021م عن طريق إستمارتي إستبيان تم تصميمهما خصيصاً لموضوع البحث، الأولى خاصة بزُراع محصول البطاطس الشتوي في إدارة العامرية الزراعية، والثانية خاصة بتُجار الجُملة في سوق النُزهة لتجارة الجملة للخضر والفاکهة وتُجار التجزئة المُتعاملين معهم. وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج، يمکن إيجازها فيما يلي: (1) بلغ مُتوسط التکاليف الإنتاجية الکُلية لفدان محصول البطاطس الشتوي بعينة البحث حوالي 29.31 ألف جُنيه، کما بلغ مُتوسط الإنتاجية الفدانية للمحصُول حوالي 13.91 طن/ فدان بمتوسط سعر مزرعي بلغ قرابة 875.83 جنيه/ طن وهو سعر مُنخفِض جداً عما کان عليه کمُتوسط للسنوات السابقة بسبب جائحة کورونا، وبمُتوسط إيراد کُلي بلغ حوالي 12.18 ألف جُنيه/ فدان. (2) بلغ مُتوسط صافي العائد، القيمة المُضافة، الأربحية النسبية، نسبة الإيرادات إلى التکاليف، مُعدل العائد على الجنيه المُستثمَر، والهامش الإجمالي لفدان محصول البطاطس الشتوي بعينة البحث قرابة -17 ألف جنيه/ فدان، -2087 جنيه، -86.61%، 0.42،                -0.58 جنيه، -7.60 ألف جنيه لکُل منها على الترتيب، مما يشير إلى وجود خسائر  فادحة تَعَرَضَ لها الزُراع بعينة البحث ترجع إلى عدة أسباب ترتبط بوجود جائحة کورونا أدت إلى زيادة الکمية المعروضة من محصول البطاطس بالسوق المحلي وبالتالي انهيار السعر المزرعي له طبقاً لنظرية الطلب والعرض. (3) بلغت الکفاءة الاقتصادية للموارد المُستخدمة في إنتاج محصول البطاطس الشتوي التي ثبتت معنوية مُعاملاتها إحصائياً والتي تمثلت في عدد العمالة البشرية، کمية السماد الآزوتي، وکمية المبيدات حوالي -0.656، 1.32، 1.37 على الترتيب، مما يُشير إلى أن زُراع محصول البطاطس الشتوي بعينة البحث يُمکنهم زيادة الأرباح من إنتاج المحصول بخفض عدد العمالة البشرية، وزيادة الکميات المُستخدمة من السماد الآزُوتي، والمُبيدات. (4) بلغ مُتوسط الهامش التسويقي بين سعر الجُملة والسعر المزرعي لمحصول البطاطس الشتوي بعينة البحث حوالي 689.17 جنيه/ طن يُمثِل نحو 44.04% من سعر تاجر الجملة، بينما بلغ بين سعر التجزئة وسعر الجُملة حوالي 1425 جنيه/ طن يُمثِل نحو 47.66% من سعر تاجر التجزئة، في حين بلغ بين سعر التجزئة والسعر المزرعي حوالي 2114.17 جنيه/ طن يُمثِل نحو 70.71% من سعر تاجر التجزئة. (5) بلغ مُتوسط النصيب السوقي للمُزارِع، تاجر الجُملة، وتاجر التجزئة من جنيه المُستهلِک بعينة البحث نحو 29.29%، 23.05%، 47.66% على الترتيب، کما بلغت جُملة نصيب الوُسطاء نحو 70.71%. (6) انخفض معامل الکفاءة التسويقية لمحصول البطاطس الشتوي بعينة البحث عن 50%، حيث بلغ نحو 49.92%، ويرجع ذلک إلى إنخفاض السعر الذي يحصل عليه المُزارِع من ناحية، وإرتفاع الهوامش التسويقية الکلية من ناحية أُخرى. (7) تمثلت المُشکِلات الإنتاجية التي واجهت زُراع محصول البطاطس الشتوي بعينة البحث في خمس مُشکِلات، أهمها عدم توافر المُبيدات الفعالة ذات السُمعة الجيدة نتيجة وضع قيود على الإستيراد بسبب انتشار جائحة کورونا بنسبة تُمثِل نحو 90%، کما بلغ عدد مُقترحات الزُراع للتغلُب على تلک المُشکِلات خمس مُقترحات أهمها توفير المبيدات الجيدة مع تعدد منافذ البيع، بنسبة تُمثِل نحو 85%. (8) تمثلت المُشکِلات التسويقية التي واجهت زُراع محصول البطاطس الشتوي بعينة البحث في أربع مُشکِلات، أهمها انخفاض السعر المزرعي لمحصول البطاطس الشتوي نتيجة زيادة الکمية المعروضة بسبب انتشار جائحة کورونا بنسبة تُمثِل نحو 98.33%، کما بلغ عدد مُقترحات الزُراع للتغلُب على تلک المُشکِلات أربع مُقترحات کانت أهمها قيام وزارة الزراعة بتوفير البيانات والمعلومات الزراعية لتوجيه الزُراع إلى زراعة المساحات التي تُحقِق التوازن بين توقعات الطلب والعرض بالموسم الزراعي حتى لا يحدث تدهور في السعر المزرعي ويتضرر المُزارع بنسبة تُمثِل نحو 96.67%.