استهدف البحث دراسة وتحليل أنماط استهلاک التمور بمحافظة الأحساء من خلال التعرف على أهم العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على استهلاکها، واعتمد البحث على بيانات أولية لعينة عشوائية من أسر الأحساء بلغ قوامها 259 أسرة. وأعزت نتائج البحث تناقص متوسط نصيب الفرد من التمور إلى تزايد السکان بمعدل يفوق زيادة المتاح للاستهلاک، واتجاه الأجيال الجديدة من الشباب والأطفال السعوديين نحو استهلاک المنتجات السکرية البديلة وزيادة استهلاک الفواکه المصنعة والحلويات. وأشار التقدير الاحصائي للدوال الإنفاقية على مجموعة الفواکه والمکسرات إلى تباين السعوديين عن غير السعوديين سواء کان في مقطع الدالة أو في الميل، وهذا ما أکدته نتائج اختبار تشاو حيث أشارت إلى أنماطاً استهلاکية متباينة لکل منهما، حيث بلغت المرونة الإنفاقية حوالي 0.77، 0.64 لکل منهما على الترتيب. وأشار التقدير الاحصائي لدالة الطلب أن الکمية المطلوبة من التمور تعتمد على السعر الحقيقي للتمور، والدخل القومي الحقيقي.وبلغت مرونة الطلب السعرية - 0.39، والمرونة الدخلية 0.24 الأمر الذي يشير إلى أن الطلب على التمور غير مرن (سلعة ضرورية). کما تبين أن أفضل ثلاثة أصناف يرغبها المستهلک من التمور هي الخلاص ثم الشيشي ثم الرزيز على الترتيب. في حين أن أکثر خمسة أصناف تُستهلک في صورة رطب هي على الترتيب الخلاص، الهلالي، الغر، الشيشي والرزيز. وأوضحت الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للمستهلکين أن الأسر القروية أکثر إنفاقاً واستهلاکاً للتمور مقارنة بالأسر الحضرية، والسعوديين أکثر من غير السعوديين، والذين يسکنون فيلا أکثر ممن يسکنون شقة مؤجرة أو بيت شعبي. وتبين أن العوامل المؤثرة على استهلاک الأسرة الشهري من التمور تتمثل في: متوسط الدخل الشهري للأسرة، وحجم الأسرة، ومنطقة الإقامة حيث تفسر هذه العوامل مجتمعة نحو 86% من التغيرات في استهلاک الأسرة من التمور، کما بلغت المرونة الإنفاقية للتمور 0.37، ومرونتها الدخلية 0.23، ومن ثم قُدرت مرونة الجودة لها بنحو 0.14 وتُعد هذه القيمة مرتفعة نسبياً لتميز التمور بتعدد نوعياتها وأصنافها وأشکالها وتباينها في الجودة بشکل يوفر للمستهلک مساحة واسعة من خيارات التفضيل المرتبطة بقدراته الشرائية. في حين قُدرت مرونة حجم الأسرة للتمور بنحو 0.25 الأمر الذي يشير إلى وجود وفورات السعة للأسرة وهذا ما يتفق والمنطق الاقتصادي.