يعتبر التسويق من أهم مراحل النشاط الاقتصادى نظرا لما يقوم به من عمليات وخدمات تسويقية تجعل المنتج المسوق يظهر فى المکان والوقت وبالسعر الذى يناسب المستهلک، فضلاً عن تحقيق هامش الربح لکل من المنتجين والعاملين فى القطاع التسويقى، کما يعتبر أيضاًحلقة الوصل بين الإنتاج المحلى والتجارة الزراعية الخارجية المصرية، لذا تزداد أهميته بالنسبة للإنتاج النباتى بصفة عامة وإنتاج الخضر والفاکهة بصفة خاصة وذلک لما تتصف به هذه المحاصيل من عدم قابليتها للتخزين فترات طويلة لأنها محاصيل سريعة العطب. وتتمثل مشکلة البحث فى أن المنتج الزراعى مازال غير قادرا على الحصول على السعرالعادل لمنتجاته الذي يحقق له هامش ربح عادل يشجع على الإستمرار في وزيادة الإنتاج خاصة لمحاصيل الخضر، ومن ناحية أخري تتعرض أسعار هذه المحاصيل لتلقبات سعرية واسعة على نطاق تجارة التجزئة مما يزيد الضغوط المعيشية على المستهلک، لذلک إستهدف البحث دراسة النشاط التسويقي لسوق العامرية للخضر والفاکهة بمحافظة الإسکندرية في تسويق أهم محاصيل الخضر( البطاطس والطماطم) الوارده إليه خلال الفترة (2007-2017)، ومدى حدوث تقلبات سواء في الکمية المعروض أو أسعار الجملة السائدة في السوق على مدار شهور العام خلال فترة الدراسة، والتنبؤ بهذه الکميات والأسعار حتى عام 2020م، کذلک التعرف على المتغيرات التي تؤثر في  استجابة الکمية المعروضة من محاصيل الدراسة خلال الفترة المذکورة، واعتمد البحث على الأسلوب التحليلى الوصفى والاقتصادي القياسي، من خلال دالات الاتجاه الزمنى، ونماذج الإنحدار البسيط والمتعدد، ومنهجية Box-Jenkins)) في تحليل السلاسل الزمنية لتقدير دليل التغيرات الموسميةوالتنبؤ بالقيم المستقبلية لمتغيرات الدراسة، وذلک باستخدام البيانات المتاحة خلال الفترة (يناير 2007 – ديسمبر 2017م)، کما اعتمد البحث في تحقيق أهدافه على البيانات الثانوية المنشورة وغير المنشورة من مختلف الجهات والهيئات الحکومية مثل الإدارة المرکزية للاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والغرفة التجارية المصرية بالإسکندرية. وباستعراض النتائج البحثية تبينمن دراسة تطور الکمية الواردة إلى سوق العامرية من محاصيل الخضر، تبين أنها تزيد بمعدل نمو سنوي بلغ نحو 5% من متوسط فترة الدراسة البالغ حوالي 199 ألف طن، بأهمية نسبية لسوق العامرية بلغت نحو 15 % من إجمالي إنتاج المحافظة خلال متوسط فترة الدراسة، کذلک تبين من دراسة أهمية محاصيل الدراسة أن الأهمية للکميات الوارده منها إلى السوق بلغت حوالي 15% لمحصول البطاطس، 44% لمحصول الطماطم من إجمالي محاصيل الخضر الواردة إلى السوق  خلال متوسط فترة الدراسة، کذلک تبين أن سعر الجملة لهذه المحاصيل يزيد بمعدل نمو سنوي بلغ حوالي 6% لمحصول البطاطس، 11% لمحصول الطماطم خلال متوسط فترة الدراسة. وبتقدير دليل التغيرات الموسمية باستخدام نموذج (ARIMA-X13) تبين وجود تأثير کبير للموسمية في الکميات الشهرية الوارده إلى السوق من محصول البطاطس بلغ أقصاه في شهر مارس 135%، ولمحصول الطماطم بلغ أقصاه في شهر يوليو 175%، بينما بلغ تأثير الموسمية في أسعار الجملة الشهرية لمحصول البطاطس أقصاه في شهر أکتوبر 140%، ولمحصول الطماطم بلغ أقصاه في شهر أبريل 152%، وبإجراء التنبؤ بالکميات وأسعار الجملة الشهرية لمحاصيل الدراسة حتى عام 2020، تبين أن الکميات الشهرية التي سوف ترد إلى السوق عام 2020 من محصول البطاطس سوف تزيد بمقدار تغير شهري سيبلغ حوالي 805 طناً، ولمحصول الطماطم سيبلغ حوالي 2467 طناً، بينما سوف يزيد سعر الجملة الشهري من محصول البطاطس بمقدار تغير شهري سيبلغ حوالس 980 جنيهاً للطن، ولمحصول الطماطم سيبلغ حوالي 1368 جنيهاً للطن وذلک مقارنتاً بالمتوسط الشهري للفترة (2007-2017). کما تبين من تقدير دالة إستجابة الکمية المعروضة الربع سنوية من محاصيل الدراسة في سوق العامرية خلال مواسم السنة في الفترة (2007-2017)، أن هناک تأثير إيجابي لسعر الجملة السابق على الکمية المعروضة الحالية من محصول البطاطس وهذه النتيجة تتفق مع النظرية الاقتصادية، حيث يؤدي زيادة سعر الجملة السابق بمقدر جنيه واحد يؤدي لزيادة الکمية المعروضة الحالية بمقدار 149 کجم، کما أن هناک تأثير معنوي للموسمية على الکمية المعروضة من البطاطس فيما عدا الموسم الثالث، حيث أن التأثير الموسمي للموسم الأول والثاني يؤدي إلى زيادة الکمية المعروضة من البطاطس بمقدار 739، 756 طناً على التوالي، کذلک بالنسبة لدالة إستجابة الکمية المعروضة من محصول الطماطم، تبين أن هناک تأثير إيجابي لسعر الجملة السابق على الکمية المعروضة الحالية من محصول الطماطم حيث يؤدي زيادة سعر الجملة بمقدر جنيه واحد يؤدي زيادة الکمية المعروضة بمقدار 1,36 طناً، وهذا يتفق مع النظرية الاقتصادية، کما أن هناک تأثير معنوي للموسمية على الکمية المعروضة من الطماطم فيما عدا الموسم الأول، حيث أن التأثير الموسمي للموسم الثاني والثالث يؤدي إلى زيادة الکمية المعروضة من الطماطم بمقدار 790، 2080 طناً على التوالي خلال فترة الدراسة.