تتمثل مشکلة الدراسة في تزايد مقدار الفجوة الغذائية من اللحوم الحمراء في مصر وفي نفس الوقت تراجعت نسبة الاکتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء مما ترتب عليه انخفاض نصيب الفرد في مصر من اللحوم الحمراء، والمقدر بحوالي 13.5 کيلو جرام سنويًّا، وهو ما يعادل 37.5 جرام يوميًّا استنادًا لبيانات عام 2016م وهو أقل من المعدلات العالمية الموصى بها صحيًّا، وهو 68.5 جرام يوميًّا للفرد. وقد استهدفت هذه الدراسة مجموعة من الأهداف تتمثل في:(1) التعرف على الوضع الراهن للثروة الحيوانية على مستوى کل من الجمهورية، والأراضي القديمة، والأراضي الجديدة بمحافظة البحيرة،(2) تقدير حجم الطاقات العاطلة لمزارع تسمين اللحم المتخصصة على مستوى الجمهورية، وکل من الأراضي القديمة، والجديدة بمحافظة البحيرة، (3) تحليل واستخلاص مؤشرات کفاءة استخدام مختلف الموارد في تسمين کل من عجول الأبقار، وعجول الجاموس على مستوى مختلف الفئات الحيازية بالمزارع المتخصصة بالأراضي الجديدة، وتقدير مختلف أنواع الکفاءات على مستوى کل منها،(4) التعرف على أهم مشکلات مزارع تسمين الأبقار، والجاموس، وکيفية النهوض بأدائها الإنتاجي. وقد توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج يمکن إيجازها في الآتي: (1)أن إجمالي أعداد الأبقار من مختلف الأعمار على مستوى محافظة البحيرة يبلغ حوالي 578 ألف رأس تمثل نحو 11.5% من مقدار نظيرتها على مستوى الجمهورية البالغ حوالي 5012 ألف رأس استنادًا لبيانات عام 2016م، کما يبلغ عددها بمنطقة النوبارية حوالي 216 ألف رأس تمثل نحو 4.3% من مقدار نظيرتها على مستوى الجمهورية، وهي بذلک تحتل المرتبة الأولى بين المحافظات المصرية من حيث أعداد الأبقار، کما يبلغ أعداد الجاموس بمحافظة البحيرة حوالي 359 ألف رأس تمثل نحو 10.4% من مقدار نظيرتها على مستوى الجمهورية البالغ حوالي 3436 ألف رأس کما يبلغ عددها بمنطقة النوبارية 76.6 ألف رأس تمثل حوالي 2.2% من مقدار نظيرتها علي مستوي الجمهورية. (2) کما أوضحت النتائج أن عدد المزارع المتخصصة في تسمين الماشية على مستوى الجمهورية يبلغ حوالي 8448 مزرعة يوجد منها نحو 19.2% بمنطقة النوبارية، ونحو 10.5% بمحافظة البحيرة استنادًا لبيانات عام 2015م. (3) أن إجمالي الطاقات المعطلة بالمزارع المتخصصة لتسمين الماشية على مستوى الجمهورية عام 2015م بلغ حوالي 264 ألف رأس تمثل نحو 42.9% من إجمالي الطاقة الکلية لتلک المزارع، في حين بلغت نسبتها بمحافظة البحيرة نحو 36% وفي منطقة النوبارية نحو 19.4%. (4) وتوضح النتائج أن تکلفة الأعلاف المرکزة تمثل الجانب الأکبر من التکاليف المتغيرة حيث تمثل نحو 68.3% من إجمالي تکلفة الأعلاف بمختلف أنواعها للأبقار، ونحو 66% للجاموس، يليها تکلفة الأتبان بأهمية نسبية بلغت نحو 26.3%، 28.7% لکل منهما على التوالي. (5) أن متوسط صافي العائد من تسمين الرأس من الأبقار والمقدر بحوالي 4607 جنيهًا يفوق نظيره في الجاموس والمقدر بحوالي 3629 بنحو 26.9% وذلک على مستوى متوسط عينة الدراسة، وأن متوسط صافي العائد من تسمين الرأس من الجاموس والأبقار في السعات الحيازية الأعلى يفوق نظيره في السعات الأدنى. (6) يبلغ الهامش فوق التکاليف المتغيرة للرأس من الأبقار حوالي 4716 جنيهًا للأبقار، مقابل حوالي 3739 للجاموس، وبلغت نسبة العائد للتکاليف حوالي 1.24 للأبقار مقابل 1.20 للجاموس وحافز المنتج 0.20 للأبقار مقابل 0.17 للجاموس وأربحية الجنيه المنفق حوالي 23.9 للأبقار مقابل 19.6 للجاموس. (7) يتضح من الدوال المنتقاة لمختلف السعات الحيازية الحيوانية لتسمين الأبقار بعينة الدراسة، والتي تعکس المتغيرات ذات التأثير المعنوي أن أهم العوامل ذات التأثير على إنتاج اللحم في السعة الحيازية الأولى هي مدة الدورة، وقيمة معادل النشا الذي يعکس التغذية على مختلف أنواع الأعلاف، وبلغت قيمة معامل المرونة لکل منهما نحو 0.008، 0.35 على الترتيب وعلى مستوى السعة الثانية کانت أهم المتغيرات ذات التأثير المعنوي على إنتاج اللحم هي مدة الدورة، قيمة معادل النشا، تکلفة الرعاية البيطرية بمعاملات مرونة بلغت نحو 0.20، 0.59، 0.35 لکل منها على الترتيب، وعلى مستوى السعة الثالثة کانت أهم المتغيرات ذات التأثير المعنوي على إنتاج اللحم هي کل من قيمة معادل النشا الذي يعکس محصلة التغذية على مختلف أنواع الأعلاف، وتکلفة الرعاية البيطرية بمعاملات مرونة بلغت نحو 0.52، 0.34 لکل منهما على الترتيب. (8) يتضح من الدوال المنتقاة لمختلف السعات الحيازية الحيوانية لتسمين عجول الجاموس بعينة الدراسة، والتي تعکس المتغيرات ذات التأثير المعنوي أن أهم العوامل ذات التأثير على إنتاج اللحم من العجول الجاموس في الفئة الحيازية الأولى هي قيمة معادل النشا، ومقدار العمل البشري، وبلغت قيمة معامل المرونة لکل منهما نحو 0.35، 0.64 على الترتيب، وعلى مستوى الفئة الحيازية الثانية کانت أهم العوامل هي مدة الدورة وقيمة معادل النشا، وبلغت قيمة معامل المرونة لکل منهما نحو 0.23، 0.36 لکل منهما على الترتيب، وعلى مستوى الفئة الثالثة کانت أهم العوامل هي مدة الدورة، وقيمة معادل النشا، وبلغت قيمة معامل المرونة لکل منهما نحو 0.45%، 0.32% لکل منهما على الترتيب. (9) تشير النتائج أن حجم الإنتاج الأمثل المحقق لأقل تکلفة من الأبقار يقدر بحوالي 375.8 کيلو جرام للعجل کفرق وزن بعد التسمين في حين أن متوسط الوزن الفعلي المقدر له في عينة الدراسة هو 264.2 کجم، کماتبين أن حجم الإنتاج الأمثل المحقق لأقل تکلفة يقدر بحوالي 382.4 کيلو جرام للرأس من عجول الجاموس بعد تسمينها وأن متوسطها في عينة الدراسة هو 260.4 کجم. (10) يتضح من نتائج التحليل أن الکفاءة الفنية وفقًا لمفهوم العائد الثابت للسعة على مستوى کل من الفئة الحيازية الأولى، والثانية، والثالثة، وإجمالي العينة، تقدر في مزارع الأبقار بنحو 0.97، 0.92، 0.99، 0.90على الترتيب، وفي مزارع الجاموس بنحو 0.96، 1، 0.98، 0.93 على الترتيب. (11) تشير نتائج التحليل أن الکفاءة التوزيعية (کفاءة التخصيص) وفقًا لمفهوم العائد الثابت للسعة في مزارع تسمين الأبقار على مستوى الفئات الحيازية الثلاثة، وإجمالي العينة قد بلغت نحو 0.84، 0.75، 0.88، 0.78 لکل منها على الترتيب في حين بلغت في مزارع تسمين الجاموس نحو 0.82، 0.82، 0.91، 0.80 لکل منها على الترتيب. (12) توضح النتائج أن الکفاءة الاقتصادية وفقًا لمفهوم العائد الثابت للسعة على مستوى کل من الفئة الحيازية الأولى والثانية والثالثة وإجمالي العينة لمزارع تسمين الأبقار بعينة الدراسة بلغت نحو 0.82، 0.68، 0.87، 0.69 لکل منها على الترتيب في حين بلغت في مزارع تسمين الجاموس نحو 0.80، 0.82، 0.79، 0.80 لکل منها على الترتيب. (13) وتشير نتائج الدراسة من خلال مقارنة المستخدم الفعلي للموارد المستخدمة في نشاط تسمين الماشية بنظيره المحقق للکفاءة الاقتصادية (الاستخدام الامثل للموارد) في ظل ثبات العائد للسعة إلي وجود إسراف في کافة الموارد المستخدمة في هذا النشاط علي مستوي مختلف الفئات الحيازية لعينتي الأبقار والجاموس وقد تبين أن هذا الإسراف أقل في الفئة الحيازية الثالثة الکبيرة عن نظيره للفئات الحيازية الأقل. (14) أوضحت نتائج الدراسة أنه يمکن تصنيف المشکلات والمعوقات التي تقابل مزارع تسمين الأبقار والجاموس في مشکلات إنتاجية، مشکلات تسويقية، مشکلات مالية، مشکلات إرشادية.