استهدف البحث الحالي إجراء تحليل اقتصادي قياسي لأنماط استهلاک اللحوم الحمراء للأسر الحضرية والريفية في مدن وقرى محافظة الأحساء شرق المملکة، واعتمد البحث على أسلوبي التحليل الوصفي والکمي کالمتوسطات الحسابية والنسب المئوية، وأسلوب تحليل الانحدار البسيط والمتعدد في الصورتين الخطية وغير الخطية. ولتحقيق أهداف البحث تم استخدام بيانات أولية من عينة عشوائية عنقودية قوامها (410) أسرة. وأوضحت النتائج أن متوسط استهلاک الأسرة من الغذاء بالأحساء بلغ حوالي 205 کيلو جرام بالشهر، وقُدرت أنواع اللحوم الحمراء وهي لحوم الأغنام والماعز، ولحوم الإبل، ولحوم الأبقار منها بحوالي 15.8، 6.0، 5.5، 4.3 کيلو جرام شهرياً، تمثل نحو 7.7%، 2.9%، 2.7%، 2.1% من إجمالي استهلاک الطعام والشراب على الترتيب. وتبين وجود تباين معنوي احصائياً في متوسط استهلاک الأسرة الشهري س اللحوم الحمراء بين الحضر والقرى، وکذلک بين السعوديين وغير السعوديين، وهذا ما أکدته نتائج اختبار توکي للمقارنات المتعددة. کما تبين تزايد الاستهلاک الأسري الشهري من اللحوم الحمراء بزيادة حجم الأسرة، إلا أنه ينخفض بالفئة الأخيرة (أکثر من 10 اشخاص). وهو ما يتفق والمنطق الاقتصادي من حيث وجود وفورات السعة للأسرة (Economies of Scale). وأوضحت نتائج التقدير الاحصائي لدوال الاستهلاک أن الکمية التي تستهلکها الأسرة من اللحوم الحمراء (کجم/ شهر) تتأثر بکل من دخل الأسرة الشهري، وحجم الأسرة، ومنطقة الإقامة، ونمط السکن، وجنسية رب الأسرة، ووجود عمالة منزلية أو سائق لدى الأسرة، کما تبين أن المرونة الدخلية بلغت أعلاها 0.24 للحوم الأبقار، وأدناها للحوم الأغنام والماعز بنحو 0.17. الأمر الذي يشير إلى أن اللحوم الحمراء جميعها سلعاً ضرورية للمستهلک وهذا ما يتفق والمنطق الاقتصادي.