"و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون"
صدق الله العظيم (سورة النحل : 68 – 69)
خص الله تبارك و تعالى فى كتابه الكريم سورة بإسم النحل و هو بصيغة الجمع ، و ليس سورة النحلة ، كما تحدث عنها بصيغة الجمع أيضا حيث قال تعالى: "و أوحى ربك إلى النحل"، و فى ذلك إشارة واضحة إلى طبيعة الحياة الجماعية التى يعيشها النحل و التى تتميز بدقة نظامها و روعة بنائها.
يتوجه الخطاب بقوله تعالى (إتخذي .. كلي .. أسلكي ..) إلى مجموعة محددة داخل خلية النحل ، و هى إناث النحل، حيث أن كل الأعمال داخل الخلية و خارجها تقتصر فقط على الإناث دون الذكور الذين ينحصر دورهم فى تلقيح ملكة النحل، و لهذا وردت الألفاظ مؤنثة مطابقة لما أثبته العلم الحديث.
لقد كان لدى المصرى القديم معرفة و تقدير عميقين للنحلة ، آخذا فى الإعتبار أنها مصدر العسل الذى يحتاجه فى اعمال الطب و التحنيط إلى جانب كونه غذاءا طيبا. تأمل المصرى القديم كيف تستفيد النحلة من كل شيء ينمو فوق سطح الأرض لتنتج العسل الطيب كما ورد فى نص منقوش ببيت الولادة بمعبد إدفو: "كل شيء ينمو على ظهر جب هو لروحك ؛ النحلة تستخدمه لصنع العسل لك".
إن المصطلحات والتعبيرات التى استخدمها المصرى القديم للإشارة إلى النحل أو وصفه تدل على أنه كان يعلم الكثير عن طبائع النحل وسلوكه سواء داخل الخلية و خارجها مما أدى به إلى شعور بالتقدير العميق للنحل هذا الشعور الذى وصل إلى حد التبجيل كما رأينا من خلال النقوش و النصوص المصرية القديمة.