تهدف هذه الدراسة إلى رصد وتحليل التحديات التي تواجه الشراكات الاقتصادية الدولية في مشروع المنطقة الاقتصادية الشمالية، وتبحث تحديدًا في تحديات الشراكة الاقتصادية مع أهم القوى الدولية المؤثرة والصاعدة، ألا وهي الصين. تطرح الدراسة السؤال التالي: ما هي أهم التحديات التي تواجه الشراكة الاقتصادية الكويتية-الصينية في مشروع المنطقة الاقتصادية الشمالية؟ تفترض الدراسة أن توتر العلاقات الأمريكية-الصينية، والتنافس الأمريكي -الصيني تحديدًا الاقتصادي والتجاري، من العوامل التي قد تؤثر تأثيرًا سلبيًا على نجاح الشراكة الاقتصادية الكويتية-الصينية في مشروع المنطقة، و أن دبلوماسية فخ الديون التي أحاطت بعدد من التعاملات الاقتصادية الصينية مع عدد من الدول، يُعد عاملًا آخر قد يُؤثر تأثيرًا سلبيًا على نجاح الشراكة الاقتصادية الكويتية-الصينية في المشروع. وللإجابة على سؤالها البحثي ولإختبار فرضياتها السابقة، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، واعتمدت بشكل أساسي على العمل الميداني وتحديدًا المقابلات الشخصية. حيث تم إجراء مقابلات مطولة مع ست شخصيات كانت أو مازالت جزءًا من الفريق المشرف على التخطيط للمشروع وتطويره. واتخذت المقابلات طابع المقابلات المفتوحة حيث استمرت كل مقابلة ما يقارب الساعتين. وجدت الدراسة التالي: التنافس المحموم ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، سيلقي بظلاله على مشروع المنطقة، وقد يضع الكويت في مأزق الاختيار ما بين مشاركة واستثمار الشريك الأمني، واشنطن، ومشاركة واستثمار الشريك الاقتصادي، بكين، مما يتطلب من صانع القرار السياسي الاستعداد لمثل هذا الوضع من خلال وضع وتطبيق استراتيجيات واضحة تحقق التوازن في علاقات الكويت ما بين الشريكين، وتحد من تداعيات التنافس بينهما على نجاح المشروع. تجلب مشاركة التنين الصيني في مشروع المنطقة عددًا آخر من التحديات المتعلقة بطبيعة وشكل التعامل الاقتصادي مع الصين، فلابد عند التفاوض ما بين الطرفين الكويتي والصيني، أن يُمسك الطرف الكويتي بزمام التفاوض بخصوص طبيعة وشكل وحدود المشاركة الصينية في المشروع، مع توخي الحذر من الوقوع في فخ دبلوماسية الديون، حتى لا تضطر الكويت لتقديم تنازلات تنعكس سلبًا على نجاح المشروع وعلى مصلحة الدولة الاقتصادية.