أهتم علماء المشنا بتأويل نص المقرا، واعتمدوا في منهجهم التأويلي على عدة طرق لإبدال ألفاظ النص المقرائي، سواء من خلال تقسيم الكلمة الواحدة إلى كلمتين أو اكثر، أو إبدال أحرف الكلمة الواحدة، أو إضافة سوابق ولواحق للكلمة الواحدة، أو تغيير تنقيط أحرف الكلمة الواحدة، وغيرها من الآليات التي تخدم غرضهم التأويلي. ووضعوا معايير لتأويل نص المقرا، اقتصرت عند بعضهم على سبعة معايير، حتى وصلت في الأخير إلى اثنين وثلاثين معيارا. ونحاول من خلال الدراسة الوقوف على بعض التأويلات الرمزية التي وضعها علماء المشنا، والتي طبقها علماء التلمود في مناقشاتهم للتعرف على آليات التطبيق ومدى اتساقها مع ما وضعه علماء المشنا من معايير للتأويل الرمزي، والتعرف على مدى تأثر علماء المشنا في وضعهم وترتيبهم لـ"معايير التأويل الرمزي" بآليات التأويل عند أرسطو أو فيلون أو غيرهم من الفلاسفة اليونان، وتقتصر الدراسة هنا على معياريين من معايير التأويل الرمزي: معيار "حساب الجمل" ومعيار "الكتابة المختصرة"، حيث يمثل معيار "حساب الجمل" المعيار التاسع والعشرون وأطلق عليه الربي إليعزر مصطلح "גימטריה"، بينما يمثل معيار "الكتابة المختصرة" المعيار الثلاثون والذي اطلق عليه الربي إليعزر مصطلح "נוטריקון".